لم تهدأ الساحة السياسية الدولية منذ هجوم مجدل شمس في الجولان السوري، من تبادل التحذيرات بشأن احتمال اندلاع حرب شاملة في الجبهة الشمالية بين إسرائيل من جهة وحزب الله اللبناني من جهة أخرى..

ورغم نفي الحزب مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي راح ضحيته العشرات، فإن تل أبيب هددت بتصعيد المواجهة المتوترة أصلًا على الحدود اللبنانية.

الجيش الإسرائيلي، وفق رئيس أركانه هرتسي هاليفي، أعلن عن زيادة استعداده للمرحلة التالية من القتال في الشمال بعد الهجوم متهمًا صراحة حزب الله بتنفيذ العملية بعد أن جمع شظايا الصاروخ الذي تبين أنه من نوع "فلق 1" برأس حربي يزن 53 كيلوغرامًا..

وهذا صاروخ يملكه حزب الله، معلنًا استعداد الجيش للقتال في الشمال كما يقاتل في غزة مع وجود المزيد من التحديات وإعلان رفع الجاهزية.

هجوم مجدل شمس أثار مخاوف إقليمية ودولية من أن يكون بداية لاشتعال حرب أوسع نطاقًا بين إسرائيل وحزب الله، التي لطالما حاول الوسطاء للحيلولة دون اندلاعها خوفًا من تصعيد يؤدي إلى نتائج تفوق التصور بحسب تحذير لمسؤولي الأمم المتحدة.

الرد الإسرائيلي وفق مراقبين سيكون مختلفًا عن كافة الهجمات الإسرائيلية السابقة في الداخل اللبناني، لكن مسألة فتح جبهة مع حزب الله في حرب شاملة، فإنها معقدة وتعتمد على الموقف الأمريكي في المقام الأول..

كما أن الرد الإسرائيلي، وفق ترجيح المراقبين، سيكون مدروسًا إلى أقصى حد، إذ يكون عن طريق شن غارات كثيفة على مواقع حسّاسة بجنوب لبنان أو استهداف مناطق متقدمة في العمق اللبناني، لكنه لن يتطور إلى حرب مفتوحة شاملة مع لبنان.