وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني: ملتزمون بتعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة
بينما تشتعل الجبهات بين لبنان وإسرائيل بعمليات عسكرية متبادلة، تسابق المفاوضات الزمن في محاولة لتهدئة التوتر.
جميع الأطراف تتحدث بتفاؤل عن حلّ قريب، لكن المشهد على الأرض يشي بعكس ذلك..
ويجول المبعوث الأمريكي آموس هوكستين بين بيروت وتل أبيب في رحلات مكوكية محاولا جمع شتات الاتفاق.
اللافت أن إسرائيل تستبق أي إعلانٍ حاسمٍ من هوكستين بتكثيف عملياتها العسكرية على الأراضي اللبنانية؛ فقد شنت عدة غارات عنيفة ومتتالية على الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهدفت منطقة الحوش في قضاء صور جنوبي لبنان، في حين استهدف قصف مدفعي سهل بلدة الحنية ومحيط بلدة المنصوري متسبباً بأضرار جسيمة.
في المقابل، رد حزب الله بسلسلة عمليات صاروخية استهدفت مواقع إسرائيلية حساسة، منها بوابة العمرا جنوب مدينة الخيام وهضبة العجل شمال مستوطنة كفاريوفال حتى وصلت صواريخه إلى الجولان، ودوت صفارات الإنذار في بلدات كريات شمونة ومدن الجليل الأعلى، كما أعلنت إسرائيل اعتراض طائرة مسيرة أُطلقت من لبنان، مع سقوط شظايا صاروخية قرب نهاريا؛ مما جعل المشهد أكثر توتراً من أي وقت مضى.
وسط التصعيد، كشفت وسائل إعلام عبرية عن مسودة مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار يتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان خلال 60 يوماً، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وانتشار الجيش اللبناني في جميع المعابر البرية والبحرية الرسمية وغير الرسمية، وتشكيل لجنة بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق والإشراف على تفكيك البنى التحتية المسلحة.. وضمان أمريكي لإسرائيل بحرية التحرك العسكري تجاه أي تهديدات مستقبلية.
رغم الموافقة المبدئية من الحكومة اللبنانية وحزب الله على المقترح، لا تزال هناك نقاط خلافية أساسية أبرزها ضمان حرية التحرك الإسرائيلي داخل لبنان؛ ما يشكل عقبة أمام توقيع الاتفاق، فالجانب اللبناني يجد صعوبةً في الموافقة على بند يمكن تفسيره على أنه انتهاك لسيادته.
والحل الذي تم الاتفاق عليه حتى الآن هو خطاب التزام أحادي الجانب من الولايات المتحدة، لكن إسرائيل تطلب دعماً إضافياً من دول غربية أخرى حسبما ورد في عدة مواقع وقنوات إسرائيلية.
وكشف مسؤولون إسرائيليون كبار عن الاتفاق على معظم التفاصيل، لكن ما بقي مفتوحاً حتى الآن حساس للغاية ومن الممكن أن يفجر الاتفاق في أي لحظة.
وبالتالي، رغم التفاؤل الذي يخيّم على الأجواء، ثمّة من يرى أن فرص نجاح هوكستين "ضئيلة"؛ فإسرائيل ترى في السماح لها بحرية التحرك في أجواء لبنان شرطًا أساسيًا، وهو ما يرفضه الجانب اللبناني، كما أن المراوغات بشأن تنفيذ القرارات الأممية 1701 و1559 تزيد المشهد تعقيداً.
ورغم الجهود الدبلوماسية الكبيرة، يبدو أن عقارب التصعيد تسبق أي محاولة للتهدئة، فهل تُطفأ نيران الحدود، أم أن الحرب باقية وتتمدد؟