الدفاع الروسية: تحطم طائرة عسكرية بسبب عطل فني
في لقاء غير مسبوق منذ سقوط نظام بشار الأسد، عقدت الولايات المتحدة أول اجتماع رسمي مع الإدارة السورية الجديدة، حيث سلّمت المبعوثة الأمريكية ناتاشا فرانشيسكي قائمة مطالب مباشرة إلى وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني على هامش مؤتمر بروكسل.
اللقاء، الذي وصفته مصادر بـ"الجلسة المشروطة"، لم يكن تقليديا، بل استدعاء سياسي، حيث وضعت واشنطن شروطا صارمة لتخفيف العقوبات على سوريا.
المطالب الأمريكية وفقاً لمصدر خاص لوكالة "رويترز" شملت ثلاث نقاط رئيسية: أولاً، طرد جميع المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية.
ثانياً، المساعدة في العثور على الصحفي الأمريكي أوستن تايس، المختفي في سوريا منذ سنوات، والذي تعتبر واشنطن قضيته أولوية قصوى.
ثالثا، ضمان عدم تولي أجانب أي مناصب قيادية في الحكومة السورية للحد من التدخل الخارجي في صنع القرار.
توقيت اللقاء يحمل دلالات كبرى، فبينما تعاني سوريا من انهيار اقتصادي، تجد الحكومة الجديدة نفسها أمام معادلة صعبة: الاستجابة للمطالب الأمريكية لتخفيف العقوبات أو رفضها، ما يعني استمرار العزلة الاقتصادية والسياسية. فهل تملك الحكومة السورية رفاهية الرفض؟
ولا يمكن فصل هذه الخطوة عن الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، إذ قد يكون الضغط على دمشق جزءا من خطة أوسع لإعادة ترتيب النفوذ في المنطقة، خصوصًا مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.
وإذا استجابت دمشق، فسيكون ذلك مؤشرا على بدء واشنطن بكتابة فصل جديد من السياسة السورية، أما إذا رفضت، فقد نشهد تصعيدا غير مسبوق في الضغط الاقتصادي والعسكري، وربما عقوبات أشد قسوة.
لقاء بروكسل لم يكن مجرد اجتماع دبلوماسي، بل معركة إرادات بين واشنطن ودمشق، تدور رحاها في أروقة السياسة وتحمل تداعيات خطيرة على الأرض.. فهل ترضخ دمشق للعصا الأمريكية، أم تلتجئ إلى حليفها الروسي التاريخي بحثا عن طوق نجاة في مواجهة الضغوط المتصاعدة؟