تأخر الرد كثيرا.. بهذه الكلمات تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية الملف الذي شغلها منذ يوم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وسط أنباء عن محادثة حاسمة بين بزشكيان والمرشد حددت مصير الضربة المرتقبة.

أكثر من 24 يوما جعلت تلك الوسائل ولا سيما صحيفة هآرتس، تبدي تململها من انتظار رد انتقامي على اغتيال هنية في طهران، يبدو أن احتمال القيام به يتلاشى مع مرور الساعات.

حسابات معقدة وتصريحات إيرانية بدأ الإعلام العبري يتلقفها ويحللها للخروج بنتائج متقاربة وبفرضيات مشجعة.
وأبرز تلك التصريحات الصادرة من المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري الإيراني، محمد نائيني: "الوقت في صالحنا وقد تطول فترة الانتظار لهذا الرد".

تصريح يتسق مع حالة البلاد التي تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة في ظل الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، الذي أعلن صراحة منذ يوم تنصيبه بأنه سيسعى لإحياء الاتفاق النووي وتحسين العلاقات مع الغرب.

موقف يتعارض مع اتخاذ قرار بتنفيذ الضربة الانتقامية التي ستنسف جهود بزشكيان بالتأكيد.
وكشفت تقارير أن بزشكيان قد حث المرشد الأعلى علي خامنئي، في محادثة بينهما، على عدم اتخاذ قرار بتوجيه ضربة لإسرائيل حتى لا تغرق الدولة في اضطرابات اقتصادية.
المواقف السياسية والاقتصادية  والتطورات على الأرض كذلك، كلها تكبل يد طهران، فلم يخف الإعلام العبري أثر استعراض القوة الأمريكي في مياه الخليج والبحر المتوسط، عدا عن استنفار القواعد، على المخططات الإيرانية التي كانت في بادئ الأمر تستنفر وتجهز سلاحها للرد الانتقامي ضد تل أبيب، ولكنها اليوم باتت تتحدث عن احتراف عدم "الوقوع في الفخ" وتأجيل الضربة إلى إشعار غير معلوم.