بعد دخول احتجاجات اليمين المتطرف في بريطانيا مسار العنف وإثارة الشغب، بدأت الصحف الغربية ومن بينها صحيفة "لوموند" الفرنسية بإصدار تحذيرات حول المرحلة القادمة خاصة بعد تصاعد التوترات واستغلال الجماعات اليمينة لحادث طعن مأساوي أودى بحياة ثلاث فتيات صغيرات لتعبئة أنصارها.

ففي أعقاب حادثة الطعن، بدأت الشائعات تنتشر على مواقع التواصل مدعية بأن المهاجم كان لاجئا سوريا، مما أثار الغضب أكثر في صفوف اليمين المتطرف، إذ بدأت حسابات تلقب نفسها بـ"غزو أوروبا" بنشر معلومات كاذبة زاعمة أن المهاجم مسلم، وعلى الرغم من أن الشرطة أكدت أن المهاجم ينحدر من عائلة راوندية، لكن الشائعات على ما يبدو لعبت دورها في إثارة الغضب؛ مما تسبب بحدوث أعمال شغب وإحراق سيارات وإصابة 50 ضابط شرطة، وتعرض مسجد لهجوم بالطوب، وشهدت سندرلاند ليلة عنيفة حيث أضرمت النيران في مركز للشرطة، واندلعت اشتباكات مع قوات الأمن.

 

وفي الوقت الذي تستمر فيه الدعوات للاحتجاج، يرى خبراء أن أعمال الشغب الأخيرة قد نُسبت إلى رابطة الدفاع الإنجليزية (EDL)، وهي منظمة تأسست عام 2009، ركزت على معاداة الإسلام، وتنشط حاليا بشكل كبير على الإنترنت.

الاستجابة الحكومية لكل ما حصل جاءت على هيئة تصريحات وتعهدات بعدم السماح لتحول الخوف إلى انقسام وكراهية، كما تم الإعلان عن إنشاء وحدة شرطة خاصة لمكافحة الشغب، وألمحت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر إلى إمكانية حظر رابطة الدفاع الإنجليزية، موضحة أن الهدوء قد يكون بعيد المنال مع استمرار الدعوات إلى مزيد من الاحتجاجات في نهاية هذا الأسبوع.