من الهجوم إلى الدفاع وصولا إلى البحث عن طريقة لاسترداد الأراضي، معركة كورسك تشكل حدا فاصلا في سياق الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، فما الذي يندرج تحت قائمة الخسائر الروسية؟.

سودجا، هو اسم المدينة الأكثر أهمية، والتي تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة عليها بعد 9 أيام من بدء التوغل، وعلى الرغم من صغر مساحتها، إلا أنها تضم محطة الغاز الأخيرة التي ما زالت موسكو تستخدمها لضخ الغاز الروسي إلى أوروبا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن روسيا استخدمت ورقة الغاز ضد أوروبا في بداية حربها، لكن الآن وبفرض سيطرة كييف على سودجا، فإن روسيا هي التي ستتعرض إلى المزيد من الضغط في آخر منفذ لها لتصريف الغاز الروسي عبر أوكرانيا نحو أوروبا..

وإلى جانب الأهمية الاقتصادية، فإن المنطقة التي شهدت أكبر معركة دبابات في التاريخ في حقبة الحرب العالمية الثانية، وكانت نقطة تحول في الحرب مع ألمانيا النازية، وذكرى تاريخية لطالما تفاخر الروس بها، تحولت اليوم إلى ساحة معركة تمكنت فيها أوكرانيا من احتلال مناطق روسية..

وفي خضم الحديث عن الربح والخسارة لا تتوقف موسكو عن اتهام الغرب بدعم التقدم الأوكراني وبشكل خاص الولايات المتحدة، وربما يبدو ذلك غير مستبعد بالنسبة لكثر ممن رأوا أن تلك الحرب منذ البداية لم تكن بين أوكرانيا وروسيا، بل كانت بين الأخيرة والغرب الذي أرادها حرب استنزاف طويلة لروسيا لتحجيم طموحاتها.