مجلة اتلانتيك تنشر خطة هجوم أمريكي تم تشاركها عن طريق الخطأ عبر دردشة هاتفية
كان مشهد ظهوره بالزي المدني كفيلًا بأن يصنع الخبر، لكن هل سيصنع ذلك التحولّ قواعد ثقة بين "هيئة تحرير الشام" وواشنطن، التي يدور في مجالسها السياسية صراع حول فكرة شطب اسم قائد الهيئة أحمد الشرع الملقب بالجولاني من قوائم الإرهاب لديها؟ وهل سيؤدي ملف الأسلحة الكيميائية السوري دورًا في تغيير لهجة الأمريكيين حيال الجولاني والهيئة؟
في تطور غير مسبوق بالشكل والمضمون ووسط حراسة مشددة، ظهر الجولاني وهو يقود سيارة مرسيدس في العاصمة دمشق، وقد جلس إلى جانبه رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن..
ولأول مرة منذ بداية الأحداث الأخيرة في سوريا ظهر مرتديًا الزي المدنين ودعا السوريين في كلمة بثتها صحيفة الوطن السورية إلى الاحتفال بـ"جمعة النصر"، ودعا أيضًا إلى بناء البلد في إشارة إلى مرحلة جديدة يطمح من خلالها إلى إعادة إعمار البلاد بعد سنوات من الصراع..
لكن وجود الجولاني في دمشق برفقة مسؤول أمني تركي بارز ترك خلفه تساؤلات كثيرة حول طبيعة المرحلة القادمة ومستقبل العلاقة بين الأطراف المتصارعة على الساحة، فيما ألقى رئيس وزراء الحكومة السورية المؤقتة محمد البشير الذي عينه الجولاني خطبة "جمعة النصر" من منبر المسجد الأموي، في أول جمعة للسوريين دون نظام الأسد بعد قرابة 6 عقود.
الخطوات التي يتبعها الجولاني في المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وُصفت من قبل سياسيين كُثر بأنها "مدروسة"، لكنها لا تخلو من أدبيات الجماعات المتطرفة، لا سيما فيما يتعلق بخطاباته..
لكن فيما يتعلق بملف تأمين الأسلحة الكيميائية التي أعلن أنه يعمل على تأمين مواقعها مع المنظمات الدولية، فقد قوبل تصريحه بترحيب المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية سابرينا سينغ قائلة "إن الأفعال يجب أن تلتقي الكلمات أيضًا".
ومن وجهة نظر بعض المحللين، فإنّ نجاح الجولاني في تأمين تلك الأسلحة سيمنحه "ورقة اعتماد" لدى واشنطن التي تصر على أهمية تأمين تلك الأسلحة لأسباب، أهمها عدم استغلالها من جانب الفصائل المسلحة أو الجماعات المتشددة أو عناصر أخرى في عمليات بالداخل السوري أو في عمليات تهدد أمن إسرائيل أو مصالح الولايات المتحدة.
إن ماضي الجولاني وصعود نجمه السريع وتقلباته الكثيرة وتصرفاته، مقارنة مع خطاباته التي يروّج عبرها إلى أنه تغير وبدل مواقفه وراجع نفسه، ما هي إلا مؤشرات تثير تساؤلات كثيرة حول قادم الأيام وحول مستقبل سوريا التي تعيش الآن مرحلة في غاية الحساسية..
