قواعد الردع والاشتباك التي أدارت ضبط الحرب الإقليمية بعد السابع من أكتوبر لم تعد قائمة بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.. عمليتان استثنائيتان بالمكان والزمان.

يبدو أنها لعبةٌ على حافة الهاوية تلعبها إسرائيل مع إيران وحلفائها الذين توعدوا بالرد المناسب والحاسم.. فإلى أين تتجه المنطقة؟.

المرشد الإيراني علي خامنئي أصدر أمراً بالرد المباشر على إسرائيل، وتوعد: "الرد حقٌ وواجبٌ علينا". 

فهذه الاغتيالات لا تثير مخاوف اندلاع حرب إقليمية؛ بسبب وزن ومكانة الشخصيات التي اُغتيلت فقط، بل للدلائل الجغرافية التي حملتها عمليتا الاغتيال أيضاً، إذ قتل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وهو ما اعتبرته الأخيرة "انتهاكاً خطيراً لسيادتها".

واُغتيل شُكر في الضاحية الجنوبية، والتي طالما هدد الأمين العام لميليشيا حزب الله، حسن نصر الله بأن "استهداف بيروت سيقابل باستهداف تل أبيب".

هي دلالات تُعقد المشهد أكثر وأكثر، وتجعل كرة النار تتدحرج بشكل أسرع وبحجم أكبر في المنطقة، وهو منوط بشكل رئيس بشكل وحجم ونطاق رد إيران وحزب الله المتوقعين على إسرائيل.

واشنطن تعهدت بحماية إسرائيل من أي هجوم تشنه إيران أو حلفاؤها، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن البحرية الأمريكية "حشدت 12 سفينة حربية في المنطقة"، بينما دعا وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأطراف جميعها للتهدئة.

يرى خبراء أن الرد الإيراني، سواء كان مباشرًا أو عبر حلفائها، سيكون حاسمًا في تحديد مسار الحرب.. لكن التحدي الكبير لإيران هو الرد بقوة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة..

والعامل الأمريكي يظل حاسمًا في منع تصعيد الاضطراب الإقليمي.. ودبلوماسية القنوات الخلفية التي انتهجتها واشنطن مع طهران ستكون تحت الاختبار مرة أخرى لخفض المخاطر.

أما بنيامين نتنياهو فيسعى لتسويق إدارته للحرب داخليًا وخارجيًا، لإعادة توحيد الإسرائيليين خلفه وإظهار تحقيقه لنتائج قوية.. لكن مستقبل الشرق الأوسط الآن أصبح رهينة لمغامرات نتنياهو.

نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي رفع درجة الاستعداد إلى القصوى ومقاتلات سلاح الجو تباشر دوريات مستمرة، والقوات البرية على الحدود الشمالية جاهزة لأي طارئ.

بينما الرد الإيراني قد يأتي من قلب إيران، أو من أكثر من جبهة كلبنان واليمن والعراق ربما .. والتوقعات تخمّن بأنه سيكون قوياً والمستجدات تشير إلى أن المنطقة قد تشهد مفاجآت كبيرة في الأيام المقبلة.

يقول خبراء، سيبقى المشهد الإقليمي مضطرباً ومعقداً، وستظل المنطقة تحت ضغط كبير، حتى تتضح نتائج التحركات القادمة من جميع الأطراف المعنية.