"ذا هيل" عن مستشار لترامب: وظيفة وزير الدفاع بيت هيغسيث آمنة في الوقت الحالي
في عملية نوعية تعدُّ الأخطر منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.. كييف تتبنى عملية اغتيال جنرال روسي كبير في قلب موسكو.
الجنرال إيغور كيريلوف قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، نالت منه الاستخبارات الأوكرانية بتفجير أمام منزله في العاصمة الروسية وعلى بعد 7 كيلومترات فقط من الكرملين.
لم تمض ساعات قليلة حتى أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اعتقال مرتكب جريمة اغتيال الجنرال كيريلوف، وهو مواطن من أوزبكستان يبلغ من العمر 29 عامًا بحسب ما أفادت وكالة "تاس" الروسية.
جهاز الأمن الفيدرالي الروسي قال إن "مرتكب الهجوم الإرهابي" تم تجنيده من قبل الاستخبارات الأوكرانية التي وعدته بمكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار وإقامة في الاتحاد الأوروبي.
وأكد خلال استجوابه أن "أجهزة الاستخبارات الأوكرانية جندته" وبطلب منها أتى إلى موسكو وتسلم العبوة الناسفة التي وضعها على دراجة سكوتر كهربائية مركونة قرب مبنى يقيم فيه الجنرال كيريلوف.
منفذ العملية استأجر سيارة وركنها قرب المبنى حيث نصبت كاميرا مراقبة داخل السيارة والمشاهد التي تلتقطها الكاميرا كانت تنقل "بالوقت الحقيقي إلى مخططي الاعتداء في مدينة دنيبرو" في أوكرانيا.. وما إن خرج الجنرال ومساعده من المبنى حتى فجرت العبوة عن بعد.
وبينما تتباهى الاستخبارات الأوكرانية بتنفيذ العملية، أكدت الخارجية الروسية أن موسكو ستحيل قضية اغتيال الجنرال الروسي الكبير كيريلوف إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 20 من ديسمبر.
هذه العملية تفتح بابًا لعديد من التحليلات السياسية والأمنية حول دلالاتها وتداعياتها.
الخبراء يرون في هذا الهجوم اختراقًا أمنيًّا غير مسبوق لروسيا، ويحمل رسالة سياسية أكثر من كونها عسكرية تهدف لزعزعة استقرار المنظومة الأمنية والمجتمعية الروسية.
وعبر وسائل غير تقليدية تسعى أوكرانيا بدعم غربي لتغيير معادلة الحرب، وتعزيز أوراقها في أي مفاوضات سياسية محتملة.
ورغم التعهد الروسي بأن الانتقام قادم لا محالة، ثمة من يرى أن الرد الروسي قد لا يكون انفعاليًّا، فالسياسة الروسية تربط بين المسارين العسكري والسياسي، ما يجعل أي رد مدروسًا ومتزامنًا مع المصالح الإستراتيجية.
اغتيال كيريلوف الذي كان متهمًا باستخدام أسلحة كيميائية وفق الادعاءات الأوكرانية والغربية يمثل تصعيدًا يستهدف استنزاف روسيا سياسيًّا وأمنيًّا، وهذا النوع من العمليات يُظهر ضعفًا في أداء القوات الغربية والأوكرانية على الجبهات، ما يدفعهم للبحث عن نجاحات إعلامية "يقول محللون".
ورغم ذلك يقول الخبراء أن روسيا لا تزال تتحدث من منطق القوة ولا يبدو أن هذه العمليات ستُحدث تغييرًا إستراتيجيًّا في موقفها العسكري أو السياسي .