في قلب غزة المحاصرة حيث تتلاشى الآمال مع كل يوم يمر، برزت قصة فادي الزنط الطفل الفلسطيني الذي خطف قلوب العالم بصورة واحدة..
صورة مؤثرة للطفل فادي أظهرت آثار الجوع الشديد على جسده و لاقت تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، مما جذب انتباه "جمعية إغاثة أطفال فلسطين" ومنظمة الصحة العالمية، و تم إجلاء فادي للعلاج في الولايات المتحدة بصحبة والدته.
في تقرير لواشنطن بوست، تم عرض صور لجسد فادي الصغير وقد "التصق جلده بعظمه" حسب تعبير الطبيب المسؤول عنه في الولايات المتحدة، لتصبح صورته رمزاً للمجاعة التي يعاني منها أهل قطاع غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع.
كان وزن فادي البالغ من العمر 6 سنوات لا يتجاوز 10 كيلوغرامات عند التقاط الصورة.. ذكرت والدته أنها كانت تخشى أن تنكسر عظامه تحت يديها وهي تغسله ..
يعاني فادي من مرض التليف الكيسي منذ ولادته، ويتطلب وضعه الصحي استهلاك ضعف كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها طفل في عمره، بالإضافة إلى إنزيم معين لامتصاص الغذاء، وهو ما لم يكن متاحاً له في ظل الحرب.
عانى فادي من إعياء شديد وسوء تغذية وجفاف عند سفره، خصوصاً أن المخاط الناتج عن مرضه سد رئتيه وحتى بعد اكتمال علاجه، لا يزال بحاجة لمتابعة طبية أسبوعية ومن غير المؤكد إذا كان سيحصل على ذلك في الولايات المتحدة.
وفقاً للصحيفة الأمريكية، فإن المجاعة في غزة نتيجة لسياسات إسرائيل وحربها.. التي أدت لنزح 1.9 مليون فلسطيني في ظروف إنسانية صعبة ومنعت إسرائيل شاحنات الغذاء والمساعدات من الدخول مما أدى إلى تجويع مئات آلاف الفلسطينيين.
عرضت الصحيفة تفاصيل قصة فادي، الذي كادت والدته تفقد الأمل في إنقاذه، واستطاعت بصعوبة أخذه إلى مستشفى كمال عدوان في القطاع، لكن الأطباء لم يتمكنوا من علاجه نظراً لعدم توفر الدواء والغذاء المناسب.
تغير وضع الطفل عندما التقط صحفيان صوراً له، مما أثار اهتماماً دولياً سافر فادي من غزة إلى مصر في مارس، حيث افترق عن أخته وتوأمه وخالته، ومن ثم إلى الولايات المتحدة.