لطالما كانت أبراجها العاجية منارة للعلم والمعرفة، ولعقود جذبت طلابًا من جميع أصقاع الأرض : إنها الجامعات البريطانية تواجه أزمة مالية تهدد بقائها وسط عجز ميزانياتها و اتخاذ إجراءات تقشفية صارمة.

أرقام مخيفة وتهديدات بالفصل، فجامعات عريقة مثل "إسيكس" تتوقع عجزًا فادحًا قد يصل إلى 13.8 مليون جنيه استرليني وهذا يعني تهديدًا مباشرًا بوقف الأجور والترقيات بل وربما تسريح الموظفين.

انضمت جامعة إسيكس  إلى قائمة متزايدة من الجامعات والكليات تضم حتى الآن 70 مؤسسة تخطط لخفض الوظائف والتقشف وتجميد الميزانيات ودمج الأقسام مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم والبحث العلمي.

أرجع محللون بريطانيون ما يحدث في الجامعات البريطانية إلى التضخم المرتفع والرسوم المجمدة منذ 2017 وتراجع أعداد الطلاب الأجانب لا سيما الأوروبيين بسبب انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .

لجأت بعض الجامعات للاقتراض لتوسيع خدماتها لكن التضخم الصاروخي وتكاليف الاقتراض العالية زادت من أعبائها المالية.

خبراء يقولون إن الجامعات البريطانية تواجه أزمة وجودية حقيقية تهدد مستقبل التعليم والبحث العلمي في البلاد، والحلول لهذه الأزمة معقدة وتتطلب تعاونًا بين الحكومة والجامعات والقطاع الخاص. فهل ستتمكن بريطانيا من إنقاذ صروحها العلمية أم ستشهد سقوطاً حراً لها؟