"ضربة مهينة" لطهران وكسر لإستراتيجية الردع، هذا ما ذهب إليه خبراء في توصيفهم لعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

ضربة إسرائيلية دقيقة في العمق الإيراني، اختارت توقيتا حرجا وضيفا مهما، كان يحضر حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.... فما الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها.

محاولة واحدة كانت كفيلة باقتناص الهدف الثمين، فما هي سوى ساعات قليلة كانت تفصل هنية عن أجله المحتوم بعدما انتهى من اجتماع جمع قادة "محور المقاومة" الموالية لطهران، ليلقى مصرعه بصاروخ إسرائيلي موجه اخترق القانون والأعراف الدولية على حد توصيف طهران...
وهو كذلك صاروخ اخترق النظام الأمني والاستخباراتي لطهران.

ومنذ السابع من أكتوبر كان بإمكان إسرائيل استهداف هنية في أكثر من مناسبة، لكن اختيار الموعد والمكان كان فيه رسالة لطهران،  تقول إن تل أبيب قادرة على الوصول لقادة الأذرع الإيرانية وقتما أرادت وفي أي مكان حول العالم وحتى في قلب طهران.

ضربة تمثل كسرا لإستراتيجية الردع الإيرانية، التي كانت تتوهم طهران بأنها فاعلة، وتمنع إسرائيل عن تنفيذ عمليات عالية الخطورة على أراضيها، لا سيما استهداف ضيف بوزن إسماعيل هنية.

ردة فعل إيرانية متوقعة، في أقصى حالاتها لن تتجاوز ما حدث في المرة الماضية ردا على استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، صواريخ ومسيرات يتم تدميرها قبل بلوغها المجال الجوي لإسرائيل.

رد فعل في أقصى حالاته قد لا يكون كفيلا بردع الاغتيالات الإسرائيلية التي باتت السلاح المفضل لتل أبيب التي باتت تتحرك كيفما أرادت في أراضي الخصوم... وتعبث مع ضيوف إيران في قلب طهران.