بريطانيا مخازن أسلحتها خالية، وفرنسا لا يمكن لعدد دباباتها إغلاق أكثر من جبهة في آن واحد، أما الذخيرة الألمانية فستكفي أصحابها يومين فقط إذا قررت خوض حرب ما، أمثلة لدول أوروبية كبيرة، لكنها اليوم فقيرة عسكريا.

ترسانات الأسلحة في أوروبا فارغة، يفرد مقال لـ"وول ستريت جورنال" تفاصيل الأرقام الصادمة، إذ إن جيش دولة بحجم بريطانيا لا يملك سوى حوالي 150 دبابة قابلة للنشر وقرابة اثنتي عشرة مدفعية بعيدة المدى صالحة للخدمة، هذا الشح العسكري دفع بريطانيا العام الماضي للتفكير باللجوء لقاذفات وصواريخ المتاحف لتحديثها والتبرع بها لأوكرانيا قبل أن تتراجع عن القرار.

فرنسا، وهي ثاني أكبر دولة منفقة دفاعيا بعد المملكة المتحدة، تملك أقل من 90 دبابة، وهو ما يعادل ما تخسره روسيا شهريا في ساحة المعركة الأوكرانية، بينما تكمن الصدمة الكبرى بالعملاق الألماني الذي، وبحسب الصحيفة، لا يقوى على خوض حرب أكثر من يومين بحسب ما يملك من ذخيرة، مع 200 دبابة، من المحتمل أن نصفها فقط جاهز للعمل، وفقا لمسؤولين حكوميين، بينما لا يمكن لألمانيا إنتاج سوى حوالي ثلاث دبابات شهريا إذا اتجهت للصناعة.

القواعد العسكرية الألمانية لا تفتقر إلى الأسلحة والذخيرة فحسب، بل تعاني حتى على مستوى المراحيض والإنترنت، نسبة لكلام إيفا هوجل، المفوضة البرلمانية للقوات المسلحة الألمانية.

وبسبب عدم وجود تهديد عسكري واضح في أوروبا لسنوات طويلة، لم تكن الدول هناك بحاجة لإنفاق الأموال على السلاح ونامت حكوماتها عسكريا بالعسل، أضف إلى هذا العضلات العسكرية الأمريكية التي تشكل ركيزة للغرب إن لزم الأمر، كما أن الإنفاق الدفاعي في الاتحاد الأوروبي زاد بنسبة 20% خلال العقد الماضي فقط ، وهي الفترة التي عززت روسيا والصين ميزانياتهما الدفاعية فيها بنحو 600%، ما جعل الفوارق عسكريا شاسعة، وظهرت في فشل الدول الأوروبية على الوفاء بوعدها بتقديم مليون قذيفة لأوكرانيا حتى الآن، مكتفية بثلث هذا الرقم.