أعمال عنف شملت الهجوم على أكبر سجن في البلاد، وإطلاق نار كثيف وهجمات قرب المطار الدولي، وتعطل حركة المرور والحياة اليومية.. هذا ما يحدث في هايتي مؤخرا في تصعيد غير مسبوق للعصابات المسلحة بالبلاد.

موجة العنف الأخيرة التي تشهدها هايتي بدأت تتصاعد بشدة بعد توجه رئيس الوزراء أرييل هنري إلى كينيا لإنقاذ مهمة أمنية مقترحة تنشر بموجبها قوة شرطة على رأس بعثة دولية لإرساء القانون والنظام؛ الأمر الذي لم يرق لزعيم إحدى العصابات في البلاد ويعرف باسم جيمي شيريزيه ويلقب "باربكيو".

"باربكيو" قال في مقطع فيديو نشر على منصات التواصل الاجتماعي قبل تفجر أعمال العنف الأخيرة، إن المجموعات المسلحة تعمل بشكل منسق لإجبار رئيس الوزراء هنري على التنحي، ليطلب بعدها من الأسر عدم إرسال الأطفال إلى المدارس لتجنب الأضرار الجانبية مع تصاعد أعمال العنف التي أدت الى مقتل 4 من أفراد الشرطة وإصابة العشرات.

العصابات التي تطلق على نفسها اسم "العيش سويا" شنت هجمات ممنهجة على مراكز للشرطة وسيطرت على اثنين منها؛ ما دفع المدنيين إلى الفرار، كما أجبرت الشركات والمدارس على إغلاق أبوابها، ونفذت هجمات بالقرب من المطار الرئيسي في البلاد، وحاولت اقتحام أكبر سجن في العاصمة، وسط تهديدات بخطف قائد الشرطة ووزراء من الحكومة.

ومن جهته، أبدى رئيس الوزراء الهايتي غضبه من أعمال العنف التي وصفها بالإرهاب الذي دبرته عصابات مسلحة، قائلا إن حكومته ستواصل العمل لحل النزاع في البلاد.

وكان هنري قد تولى منصب رئيس الوزراء بعد اغتيال الرئيس جوفينيل مويز عام 2021 وقام مرارا بتأجيل خطط إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية والتي لم تعقد في البلاد منذ ما يقرب من عقد من الزمن.

التقديرات تشير إلى أن العصابات باتت تسيطر على ما يصل إلى 80% من العاصمة الهايتية وسط تخوفات من سقوط البلاد بيد هذه العصابات.