بعد أشهر من التراجع المطرد لقوات كييف بسبب نقص القوات والذخيرة فاجأ هجوم كورسك الكرملين والواقع أن هذه الخطوة لها منطق سياسي واضح إلا أنها محفوفة بالمخاطر العسكرية.
القوات الأوكرانية التي تعاني نقصًا في عدد الأفراد وفق صحيفة الغارديان البريطانية عززت دفاعاتها قرب كورسك بعد 12 يومًا من التوغل، كما ان كييف واجهت صعوبات في توفير العدد الكافي من القوات لتأمين خطوط دفاعها قبل العملية في كورسك ما أدى الى استدعاء جميع الاحتياطيات المتاحة وإرسالها إلى الجبهة الجديدة.. ولكن ما خطة كييف لليوم التالي لـ"كورسك"؟
من الناحية السياسية فإن الغرض من العملية في كورسك وفق الصحيفة البريطانية هو بناء النفوذ قبل المفاوضات المحتملة إذا فاز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية فمن المرجح أن يضطر التهديد بسحب المساعدات العسكرية التقنية كييف إلى التفاوض، كما أن الحكومة الأوكرانية تسعى لضمان امتلاك أوراقًا قوية حال اضطرارها إلى التفاوض، بما في ذلك أراضٍ قد تسعى روسيا لتبادلها مقابل تنازلات وبالتالي يتعين على الجيش الأوكراني السيطرة على جزء كبير من الأراضي الروسية والحفاظ عليها خلال فترة المفاوضات المحتملة
الهجوم على كورسك قد يزيد المخاطر العسكرية بمرور الوقت بعد تخصيص كييف احتياطياتها وقد تجد صعوبة في تغطية الثغرات في خطوط الدفاع، اضافة الى تحديات لم تُحل بعد من تهديدات طائرات الاستطلاع الروسية، والقنابل الانزلاقية، والمدفعية، والحرب الإلكترونية، والصواريخ العملياتية التكتيكية.
 هذه القدرات تتيح لروسيا الاستمرار في التقدم نحو بوكروفسك وتوريتسك ومدن أخرى في دونباس، والتي قد تُخلى قريبًا ويتطلب الدفاع عنها موارد ضخمة.
أفضل سيناريو لأوكرانيا هو أن تتمكن قواتها من الصمود في الدفاع وأن تكبد روسيا خسائر كبيرة في محاولاتها للتقدم، ومع ذلك فإن استنزاف الموارد الأوكرانية قد يزيد احتمالات اكتشاف الروس لثغرات في الدفاعات الأوكرانية وتحقيق تقدم في أماكن أخرى وإذا تطورت الأحداث الحالية فإن الأراضي التي يتم الاستيلاء عليها قد لا تكون ذات وزن كبير في المفاوضات.