إنها الحرب؛ من جنوب لبنان إلى شمال إسرائيل.. مئات الصواريخ من "حزب الله"، مقابل عشرات الغارات من إسرائيل.. هو تصعيد عسكري خطير بين الميليشيا وتل أبيب، يسفر عن خسائر كبيرة، ويرسم سؤالاً مثيرًا للجدل: أين الجيش اللبناني من أزيز الرصاص ونير القصف؟.

ولأول مرة، يطال أتون القصف الإسرائيلي مقرًا للجيش اللبناني في إحدى بلدات القطاع الغربي، ليؤدي إلى تدميره بالكامل، إثر قصف على بلدة "علما الشعب" في قضاء صور.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه حزب الله رده هذا انتقامًا لمقتل واحد من قيادييه البارزين وهو فؤاد شكر، إلا أن الجيش الإسرائيلي يبدو أنه كان يتحين هذه الفرصة منذ أمد، لتتلبد سماء لبنان بغيوم من الدخان، وألسنة النار.

ومع ما أعلنه "حزب الله" من إستراتيجية "التصعيد الزاحف" ضد إسرائيل، تمثلت مشاركة الجيش اللبناني في هذه الحرب في السيطرة على مسيّرة إسرائيلية سقطت في بلدة "عين تنتا" في قضاء عكار شمالاً.

وفيما تتوضح نوايا "حزب الله" باستهداف العمق الإسرائيلي جويًا، تتساءل أوساط لبنانية بأنه مقابل الدعم الكبير الذي تحصل عليه الميليشيا من إيران، ما دور الجيش اللبناني خلال المرحلة الحالية؟.

كما تتبادر إلى أذهانهم ضرورة تطبيق القرار الأممي 1701، الذي يدعو الحكومة اللبنانية لنشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة.

ملفات معقدة تسير، جنبًا إلى جنب، مع الحرب الدائرة حاليًا، لضمان استقرار لبنان وأمنه.

ولعل الأصعب هو كيفية مشاركة الجيش اللبناني وإسهامه في حفظ مهمة الأمن على الحدود الجنوبية، بالتنسيق مع ميليشيا "حزب الله"، أو سيتواجد بالقوة.. فهل سيصمت الجيش اللبناني إزاء تدمير أحد مقاره؟