لبنان في مفترق طرق.. ماذا بعد اغتيال حسن نصر الله؟

في لحظة تعتبرها العديد من الأطراف "فارقة"، يتساءل اللبنانيون عن مستقبل بلدهم بعد الضربة القاسية التي تعرض لها حزب الله باغتيال قائده حسن نصر الله و كيف سيكون مصير حزب الله بعد هذا الحدث الصادم؟

نصر الله الذي قاد الحزب 32 عاماً منذ اغتيال سلفه عباس الموسوي في 1992 بنى منظمة عسكرية وسياسية تعتبر الأقوى في لبنان.. تحت قيادته زاد عدد مقاتلي حزب الله ليصل إلى 100 ألف بدعم مباشر من إيران التي زودته بالسلاح والمال ولكن كما أشارت مجلة "إيكونوميست" البريطانية فإن اغتياله يشكل ضربة قاصمة ليس فقط لحزب الله، ولكن أيضاً لحلفائه.

"إيكونوميست" تقول إن "كثيرين سوف يشعرون بالارتياح" بعد مقتل نصر الله، خصوصاً بعد تورط الحزب في قمع انتفاضة الشعب اللبناني عام 2019، وإرغام الدولة اللبنانية على وقف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.. وبالرغم من أن حزب الله أطلق صواريخ على إسرائيل كردة فعل على اغتيال زعيمه، إلا أن هذه الهجمات لم تكن مختلفة عن ما كان يحدث من قبل؛ ما يعكس حالة من الفوضى داخل الحزب.

أما عن مستقبل حزب الله .. فيقول الخبراء إن اغتيال نصر الله سيعيد رسم ملامح حزب الله والمنطقة بطرق غير متوقعة وفقاً "لإيكونوميست" ورغم أن الحزب يتمتع ببنية مؤسسية قوية، فإن فقدان زعيمه الكاريزمي سيترك فراغاً كبيراً.

من جهة أخرى يعتقد محللون أن اغتيال نصر الله جاء في توقيت حساس، حيث يعاني الحزب من توتر داخلي ونزوح كبير في الضاحية الجنوبية ومع دعوات لتطبيق القرار 1701، الذي ينص على انسحاب حزب الله شمال الليطاني، يبدو أن الحزب قد يكون مضطراً للتفاوض على سلاحه في المستقبل القريب.

وما يضيف تعقيداً على المشهد هو موقف إيران المتردد؛ إذ لم تقدم دعماً عملياً لحزب الله في هذه اللحظة الحرجة وهذا الضعف الاستخباراتي والعملياتي لإيران وحلفائها يؤكد هشاشة موقفهم، خصوصاً في ظل استعداد إسرائيل للتصعيد.

مع كل هذه المعطيات، فإن حزب الله لن يختفي من الساحة ما زال يحتفظ بآلاف المسلحين وترسانة ضخمة من الصواريخ، لكن وكما تقول "إيكونوميست"، فإن الحزب الذي سيخرج من هذه المواجهة سيكون مختلفاً تماماً عما كان عليه قبلها.