إعلام حوثي: الطيران الأمريكي ينفذ 3 غارات شرق صعدة
قبل أشهر قليلة، كان دونالد ترامب يعد رمزًا رئيسيًا للسياسة الأمريكية في إسرائيل، فقد كان يُوصف بـ"المخلص" بالنسبة لليمين. إلا أن التطورات الأخيرة كشفت عن تحول كبير في موقفه تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع إشارات قوية من محيط ترامب على رغبته في التخلص من نتنياهو، وهو ما يمثل تهديدًا لمستقبله السياسي.
كما أن التسريبات من حاشية ترامب تناولت تسوية سلام إقليمية ولكن ليس في سياق رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي.
على الرغم من تأييد ترامب لإسرائيل خلال ولايته، إذ عين شخصيات موالية لها في مناصب رئيسية، إلا أن العلاقة بينه وبين نتنياهو اتخذت منحى مختلفًا بعد الانتخابات الأمريكية في 2020. في الواقع، أظهرت التسريبات الأخيرة من محيط ترامب أن الرئيس الأمريكي السابق يحمل استياءً من رئيس الوزراء الإسرائيلي. الأمر الذي لا يتوقف عند مجرد خلافات سياسية، بل يمتد إلى مسألة الولاء الشخصي، وهو ما يعده ترامب أمرًا بالغ الأهمية في سياق علاقاته مع قادة العالم.
ولعل أكبر دليل على الخلاف مع نتنياهو إرسال ترامب مبعوثه ستيف ويتكوف steve witkoff للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي. وفقًا للتقارير، فقد أجبره على لقائه يوم السبت رغم محاولات تأجيل اللقاء ليوم لاحق، فيما نقل إعلام عبري أنه شتمه مرغمًا إياه على قبول الصفقة ووقف الحرب.
وفقًا لصحيفة معاريف، فإن إحدى النقاط التي أبرزت هذا التوتر هي تحية نتنياهو الحارة التي أرسلها إلى جو بايدن بعد فوزه في انتخابات 2020. تلك التحية أثارت غضب ترامب الذي لا يتسامح مع عدم الولاء، وظهرت بشكل أكثر وضوحًا في تصريحات من محيطه تشير إلى أن نتنياهو لم يكن يتعامل مع ترامب كما يجب، ما أضعف العلاقة بين الرجلين.
ترامب، الذي يعد السياسة مسألة شرف وولاء، يرى أن زعيمًا يمينيًا جديدًا في إسرائيل سيكون أكثر توافقًا مع رؤيته الخاصة. تسريبات من محيط ترامب تحدثت عن ضرورة وجود "زعيم يميني جديد" في إسرائيل قادر على توحيد المعسكر اليميني الإسرائيلي دون الحاجة للتمسك بنتنياهو الذي بدأ يفقد دعم جزء كبير من الجمهور الإسرائيلي. في هذا السياق، كان هناك حديث عن بدائل محتملة مثل نفتالي بينيت، الذي كان قد قاد الحكومة الإسرائيلية في السابق، رغم بعض التحفظات عليه بعد تحالفه مع معسكر الوسط واليسار.
هذه التصريحات والتلميحات تحمل في طياتها تهديدًا كبيرًا لمستقبل نتنياهو السياسي. حتى في وقت الحرب مع حماس في قطاع غزة، كان هناك ضغط أمريكي غير مباشر من ترامب على نتنياهو لإنهاء الأزمة بصفقة أو تسوية شاملة، فيما يرى نتنياهو نفسه في موقف صعب، إذ يجب عليه تحقيق إنجاز تاريخي في هذه الحرب لتأكيد مكانته كزعيم، دون أن يكون ذلك سببًا بخسارته أمام معارضة متزايدة، سواء من داخل إسرائيل أو من إدارة ترامب.