البابا فرنسيس يطالب بالوقف "الفوري" للقصف الإسرائيلي على غزة
بعد أشهر من التفاوض والرفض، أصبح الآن احتمال التوصل إلى اتفاق في غزة أسرع مما كان يُتصور.. حماس توافق على مطلبين رئيسيين لإسرائيل.. التنازل عن بقاء القوات الإسرائيلية في غزة لفترة مؤقتة، وهو ما كان يبدو مستحيلاً في الأسابيع الماضية، كما قدمت الحركة قائمة بالرهائن، تشمل مواطنين أميركيين ونساء وكبار السن، مما يبعث الأمل في إمكانية بدء عملية الإفراج عن هؤلاء الأسرى في القريب العاجل.
هذا التنازل من حماس يعد تغييراً كبيراً في موقفها، فبعدما كانت تشترط إنهاء الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة بشكل كامل، بدت الحركة مستعدة لتقديم تنازلات قد تؤدي إلى اتفاق يوقف إراقة الدماء ويفتح الباب أمام الحلول الإنسانية.. هذه المستجدات تأتي في وقت حساس بعد مضي أكثر من عام على الصراع، إذ فشلت جولات عديدة من المحادثات بسبب الخلافات العميقة بين الطرفين حول شروط وقف إطلاق النار.
المفاوضات هذه المرة تحظى بمتابعة مكثفة من وسطاء عرب ودوليين، وفي مقدمتهم مصر والولايات المتحدة، الذين يضغطون على الأطراف للاتفاق على هدنة تمتد لشهرين، يتوقع أن تشمل إطلاق سراح ما يصل إلى 30 رهينة، في المقابل، ستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين وتسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
لكن رغم هذه التحركات لا يزال هناك قلق من أن حماس قد تتراجع عن الاتفاق في اللحظات الأخيرة، كما حدث في مرات سابقة، فالشروط التي تم التنازل عنها اليوم هي ذاتها التي كانت ترفضها حماس بشدة، ومنها بقاء القوات الإسرائيلية في غزة وموافقتها على إدارة الحدود مع مصر.. هذه المرونة قد تعكس تغييراً في إستراتيجيتها، إلا أن الأمل يبقى في أن يكون هذا التحول نحو تسوية دائمة، وإن كانت الاحتمالات ضبابية.
وفي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لتأمين رهائنها، فإن حماس ترى في الاتفاق فرصة لتخفيف الضغط على غزة، بينما لا تزال القضايا العالقة، مثل تحديد عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، تمثل نقاط شائكة قد تؤجل الوصول إلى نتيجة نهائية.
يبدو أن الطريق نحو التوصل إلى اتفاق في غزة قد يكون أقرب من أي وقت مضى، لكن الكثير من العقبات لا تزال قائمة، وتبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا التحول في المواقف سيسفر عن حلول دائمة أم أن الحرب ستستمر.