في الوقت الذي يلف فيه الغموض حادث اختفاء مايك لينش، المؤسس المشارك لشركة "أوتونومي" البريطانية، والذي تزامن مع وفاة المدير العام السابق للشركة، ستيفن تشامبرلين، في أقل من 24 ساعة، تُثار الشكوك حول ما إذا كانت هذه الأحداث جزءًا من مؤامرة أكبر.

في لندن، تكشف مصادر مطلعة عن وجود غرفة عمليات تابعة للشرطة البريطانية وجهاز الاستخبارات، للوقوف على مدى وجود شبهة جنائية في واقعتي غرق اليخت البريطاني حول جزيرة صقلية، والذي كان عليه مجموعة من المليارديرات، وتعرض لعاصفة عنيفة، ومن ضمن ضحاياه حتى الآن "لينش" وأيضا حادث السير الذي راح ضحيته تشامبرلين.

تشير المصادر والتقارير إلى أن الشبهات تعززها عدة عوامل، أولها ما يتعلق بمشروع "لينش" لإنشاء مستوطنة للرقائق الإلكترونية في الهند، وهو مشروع كان من الممكن أن يحدث ثورة في هذا المجال، إلا أن الحادث الغامض جاء ليعطله.

ثانيًا: تبرز الصفقة التي تمت قبل سبع سنوات بين "أوتونومي" وشركة "إتش بي" الأمريكية، والتي أفضت إلى محاكمة لينش وتشامبرلين في الولايات المتحدة بتهمة تضخيم قيمة الشركة خلال صفقة البيع.. ورغم تبرئتهما مؤخرًا، إلا أن آثار القضية ما زالت تطارد الاثنين.

بينما تبرز شكوك أخرى تتمحور حول لينش الذي كان متورطًا بعمق مع أجهزة الأمن وتمويله لشركة دارك تريس التي تأسست العام 2013 كقائدة في مجال الذكاء الاصطناعي السيبراني لحماية البيانات من التهديدات الداخلية، وخاصة تلك المشابهة لتسريبات ويكيليكس..

اشتهرت الشركة التي عمل فيها أيضًا تشامبرلين مديرًا للعمليات بتوظيف شخصيات حساسة وجواسيس سابقين من وكالة المخابرات المركزية ولطالما أثارت جدلًا واسعًا في الساحة العالمية، حتى أعلنت شركة Thoma Bravo  الأمريكية في عام 2024 أنها ستشتري دارك تريس مقابل 5.32 مليار دولار.

ويذهب بعض المراقبين إلى أن تزامن الحادثين في غضون 24 ساعة قد لا يكون صدفة، وإنما جزءًا من تصفية حسابات قد تكون أكبر من مجرد منافسة تجارية، وربما ترتبط بخلافات مع شخصيات نافذة في مجال التكنولوجيا.

يعود أصل القصة إلى الأنباء الأخيرة حول فقدان "لينش" بعد تعرض يخته لعاصفة عنيفة حول جزيرة صقلية، حيث كان برفقة مجموعة من الشخصيات البارزة مثل جوناثان بلومر، رئيس مجلس إدارة "مورجان ستانلي إنترناشونال"، وكريس مورفيلو، المحامي الذي مثّل "لينش" في قضية الاحتيال.. وفي الوقت نفسه، لقي تشامبرلين حتفه في حادث سير غامض أثناء ممارسته رياضة الركض في "كامبريدج".

ويبقى السؤال الذي يتردد في أذهان الكثيرين.. هل ما حدث للرجلين كان انتقامًا أم تصفية حسابات؟ أم أنه مجرد صدفة؟ الأحداث الغامضة تستمر، والعالم يترقب الحقيقة التي قد لا تنكشف أبدًا.