مضيق تايوان يشتعل.. مناورات صينية بالذخيرة الحية فهل اقتربت المواجهة؟

من حين لآخر تواصل الصين رفع منسوب التوتر في مضيق تايوان، أحدثها وليس آخرها مناورات عسكرية بالذخيرة الحية انطلقت قرب الجزيرة في رسالة قوية من بكين إلى تايبيه والمجتمع الدولي.. فبكين التي لا تزال تعد تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية في 1949، أعلنت بوضوح أنها "لن تتردد في استخدام القوة" إذا تطلب الأمر لضم الجزيرة إلى سيادتها.

الرئيس الصيني شي جين بينغ دعا قواته للاستعداد للحرب.. فيما بدأت المناورات في منطقة بحرية تبلغ مساحتها 150 كلم مربع وقريبة من بر الصين الرئيسي، ما يعكس إصرار الصين على تصعيد الضغط العسكري.. منطقة بينغتان الساحلية الأقرب إلى تايوان كانت مسرحاً لهذه التدريبات التي لم تفصح السلطات الصينية عن تفاصيلها الدقيقة، سواء عن طبيعة الذخيرة المستخدمة أو هدف التدريبات.

أما تايوان التي تراقب من كثب هذا التهديد المباشر لأمنها فلم تتأخر في الرد، حيث أكد رئيس وزرائها أن هذه المناورات تشكل "تهديداً مباشراً للسلام والاستقرار في المنطقة"، بينما دعت وزارة الدفاع التايوانية إلى الحذر من نوايا الصين العسكرية.

هذه التحركات الصينية تأتي في وقت تزداد فيه عمليات عبور السفن الأمريكية والحليفة لتايوان عبر المضيق وهي خطوة تراها بكين استفزازية، بينما يعدّها الغرب تأكيداً على حرية الملاحة الدولية.. يبدو أن لعبة القط والفأر "كما وصفها البعض" مستمرة بين القوى الكبرى في المضيق، وسط تصاعد المخاوف من اندلاع مواجهة حقيقية في المستقبل القريب.