"بوليتيكو": واشنطن تختار المسؤول في الخارجية مايكل أنطون لقيادة المحادثات الفنية مع إيران
لم يتعرض حزب الله منذ نشأته لصدمات متتالية هزت عصبه التنظيمي بالوتيرة التي شهدتها الأشهر الماضية، لكن ورغم هذا فإنه لا زال قادرا على توجيه ضربات لإسرائيل، وإلحاق الضرر بالمنشآت العسكرية، وإجبار إسرائيل على إعادة حساباتها بريا في الجنوب اللبناني.
لقد تمت إعادة بناء حزب الله ولا خوف على إيران، هذا ما قاله قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، فكيف استطاعت إيران أن ترمم ما جرى لحزب الله بعد أسابيع فقط من اغتيال حسن نصر الله؟
يتبع حزب الله في التمويل وخبايا التنظيم الإداري لإيران، وعليه فإن كل قرار في الحزب قد يكون لإيران دور باتخاذه، ولعل مسألة اختيار الأمين العام الجديد للحزب، كانت من أبرز مهام إيران في إعادة بناء حزب الله، فهي مسألة لم تتركها إيران للصدفة، ولا تعتبرها مسألة تنظيمية بل قضية ذات أبعاد إقليمية تتجاوز لبنان، ولقد كانت وفق مراقبين أولى مراحل إعادة البناء.
الاغتيالات المتكررة مثلت صدمات لحزب الله، ظهر في تكرارها فجوة كبيرة على مستوى جهاز الاستخبارات وعمليات التجسس في الحزب خاصة بعد حادثة البيجر، وعليه فإن طهران أرسلت قائد فيلق القدس قاآني الذي كان بلبنان في مهمة سرية، على رأس وفد عسكري إيراني كبير مؤلف من قيادات إيرانية ميدانية لترميم قدرات حزب الله والحد من تكرار موجة الاغتيالات، وفق ما تحدث المحلل العكسري كمال الجفا لإرم نيوز.
المراكز العسكرية التي تعرضت لضرر كبير جراء اغتيال القادة، كانت أيضا ضمن خيارات إيران من أجل ترميمها خاصة بعد اغتيال نصر الله، إذ كان الهدف ملء الفراغ في القيادات من الصف الأول والثاني، وتسرب مصادر مقربة من حزب الله وإيران بأن صفوف الحزب دُعمت باستشاريين إيرانيين، في المراكز القيادية الحساسة والمراكز التقنية، وهم يمارسون "دورا إشرافيا" أكثر منها مشاركة في العمليات القتالية، في وقت باتت عودة حزب الله فيه تشكل معركة كسر عظم بين إيران وأمريكا.