عاجل

واللا: اعتقال مواطن إسرائيلي بشبهة التعامل مع إيران والتخطيط لاغتيال نتنياهو ومسؤولين

logo
غزي يعيش آخر أمنياته
فيديو

"أريد جثـتي كاملة".. غزي يعيش آخر أمنياته ويصبح رمزاً للعمل الخيري

18 أغسطس 2024، 8:45 م

في مدينة غزة التي تتنفس الموت مع كل شروق ولدت أمنية بسيطة لشاب كان يعي تمامًا معنى أن تكون الحياة مهددة في كل لحظة..
إبراهيم الغولة لم يكن يحلم إلا في شيء واحد فقط  بأن تبقى جثته كاملة وأن يعود إلى رحم الأرض كما خلق منها، غير مدرك أن تلك الأمنية التي قد تبدو صغيرة ستصبح قصة لروح لم تنطفئ حتى بعد أن غطاها الكفن.
في منشور على حسابه الشخصي على "فيسبوك" عبّر إبراهيم عن أمنيته الأخيرة بأسلوب يمزج بين اليأس والرجاء، وكأنما كان يستشرف ما سيحدث بعد ساعات قليلة "لا أريد أن أنتهي في كيس" كتب إبراهيم مبينًا حرصه على أن تبقى جثته سليمة، بكامل أطرافها وأعضائها.. كان يعلم أن الموت في غزة ليس عادلاً وأن الكثيرين يختفون بين الأنقاض بلا أثر.
لم تمر ساعات على كتابة هذا المنشور حتى استهدف القصف الإسرائيلي منزلاً في شارع الثلاثيني بمدينة غزة.. كانت تلك اللحظة التي تحققت فيها أمنية إبراهيم .. كان أول من عثر عليه رجال الهلال الأحمر الفلسطيني وكانت جثته سليمة كما أراد، لكنها احتضنت جروحًا غائرة في الرأس .. كان مع رجال الإسعاف بالصدفة كفن بنفس طول إبراهيم وبعرض يكفي لضم طفلته الرضيعة إيفان معه في كفن واحد، لكنها لم تكن محظوظة كأبيها، إذ قُطع رأسها جراء القصف، وزوجته أيضاً لقيت حتفها في نفس الغارة.. ابنتهما جود حاولت النجاة لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة في اليوم التالي، بينما بقيت فاطمة تصارع الحياة في المستشفى بعد أن بُترت قدماها.
قصة إبراهيم لم تنتهِ هنا فقد بدأت قصة أخرى تروى عن إنسانيته وإيثاره، وعن أصدقائه الذين استمروا في حمل رسالته بعد رحيله،
علي أكرم أبو شنب رفيق درب إبراهيم في العمل الخيري روى لشبكة بي بي سي قصة إبراهيم الذي لم يكن يهدأ عن تقديم المساعدة  لأهل غزة خاصة في حي الشجاعية الذي شهد دمارًا هائلًا..
أيضاً هالة البستنجي الناشطة الإغاثية روت لـ بي بي سي  كيف كان إبراهيم يخشى أن يُستهدف إذا ذاع صيته في العمل الخيري.. لكنه لم يتوقف عن مد يد العون حتى ولو كان ذلك في الخفاء..
وعن آخر عمل إغاثي كان يخطط له إبراهيم قبل رحيله تقول هالة البستنجي "كان يخطط لحفر بئر مياه شرب في الشجاعية، ولذلك أول عمل تطوعي قمنا به بعد وفاته كان إمداد نازحي الشجاعية بمياه صالحة للشرب في لفتة تؤكد أن إرثه الإنساني سيبقى خالداً في ذاكرة من عرفوه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC