الحوثيون يضربون أهدافا في قلب تل أبيب، وإسرائيل تتوعد بالرد، فهل تتغير معادلة الصراع؟
لم يعد البحر الأحمر كافيا لمناوشات تخوضها ميليشا الحوثي ضد إسرائيل بين الفينة والأخرى، ولعل الهجوم الأخير بصاروخ باليستي وأربع مسيرات، وصلت واحدة منها تل أبيب، دليل على أن المعركة قد تتخذ وجها جديدا في المستقبل القريب، ولا سيما مع وعيد حوثي بمزيد من ضرب العمق الإسرائيلي، فيما وصفته الجماعة ببنك أهداف في تل أبيب.
بعد الحادثة التي قتلت إسرائيليا وجرحت آخرين بساعات واستهدفت مبنى ليس ببعيد عن السفارة الأمريكية، عاود الحوثيون استهداف سفينة شحن في البحر الأحمر شمال شرقي عدن، لم تكتمل المعلومات حول ماهيتها، لكنها تأتي في إطار تصعيد لافت بين الطرفين، خاصة وأنه جاء بعد أيام من استهداف الحوثيين لثلاثة سفن في البحرين الأحمر والمتوسط، بالصواريخ والمسيرات.
الضربة فتحت الباب أمام تساؤلين اثنين: أولهما إشارة الاستفهام حول هجوم وُصف بأنه الأخطر على إسرائيل منذ أحداث السابع من أكتوبر، وهي نقطة تزيد مخاوف الشارع الإسرائيلي حول أنظمة الدفاع الجوية، خاصة بعدما استهدف الحوثيون سابقا منطقتي إيلات وحيفا. بينما التساؤل الآخر قد يكمن حول جهوزية إسرائيل الآن في توسيع رقعة الصراع والتركيز على ضرب أهداف في اليمن، وهي غارقة في أكثر من جبهة وعلى رأسها جبهة لبنان، ما قد يجعل الرد الإسرائيلي يبقى ضمن دائرة الشعارات فقط.