سياسة "السير على الحبل المشدود"، هكذا تصف تقارير إعلامية الزيارة التي ينوي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، القيام بها إلى كييف.. ويأتي ذلك ضمن نهج اعتاد عليه مودي الساعي دوما لحفظ علاقات الهند المتوازنة مع الأضداد.

فبعد زيارة لروسيا في يوليو هي الأولى له منذ حصوله على فترة ولاية ثالثة رئيسا لوزراء للهند، ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، يعتزم مودي بدء زيارة إلى أوكرانيا ليلتقي فولوديمير  زيلينسكي.

وبحسب ما أورده تقرير لموقع  "ستراتفور"،  فإن زيارة مودي المقبلة إلى أوكرانيا تهدف إلى معالجة ردود الفعل العنيفة من زيارته المثيرة للجدل الأخيرة إلى روسيا، إذ تحاول الهند موازنة موقفها الدبلوماسي، وتخفيف الانتقادات الغربية، وتعزيز دعوتها للحوار والسلام في الصراع الدائر.

وستكون الزيارة هي المرة الأولى التي يسافر فيها رئيس وزراء هندي إلى أوكرانيا منذ أن أقام البلدان العلاقات الدبلوماسية رسميًا في عام 1992.

مودي يحافظ على توازن دقيق بين علاقات بلاده الوثيقة مع موسكو، وسعيه إلى تعاون أمني وثيق مع الدول الغربية في منافسة الصين، وهو ما يفسر طريقته لإدارة علاقاتها مع الأضداد... ففي حين تواصل الهند إقامة علاقات قوية مع روسيا، فإنها ستظل تعمل بشكل وثيق مع الغرب.

ولم تبد وسائل إعلام غربية استغرابها من أن ترى الهند تعمل على تحقيق التوازن في علاقاتها بين دولتين أو كتلتين متنافستين. فقد خدم نهج عدم الانحياز الذي اشتهرت به البلاد في التعامل مع الجغرافيا السياسية نيودلهي على نحو جيد لعقود من الزمان.

زيارة تأتي بعد أن أدانت كييف وحلفاؤها الغربيون على نطاق واسع زيارة مودي إلى موسكو، التي تزامنت مع هجمات روسية عنيفة على عدة أهداف في أوكرانيا.

حملت في طياتها ملفات متراكمة ورسائل كبيرة للغرب الذي تابع الزيارة باهتمام، إذ أشار خبراء إلى أن الزيارة هدفت  إلى تشكيل عالم جديد متعدد الأقطاب.

وعلى مدار هذه الزيارة أُعلن عن العديد من الاتفاقيات المشتركة بين نيودلهي وموسكو اقتصاديا وسياسيا، لكن الأبرز من الاتفاقيات، كان توقيت الزيارة والأهداف البعيدة لها، ورسائلها التي وصلت لمسمع القيادة في الغرب..

واختتمت ببيان مشترك حول شراكة قوية وواسعة بين الهند وروسيا، فهل تثمر زيارة كييف بيانا مشابها أم ستبقى في إطار" معالجة ردود الغرب"؟