logo
العالم

خريطة تصويت الفرنسيين… لماذا اكتسح اليسار المدن وخسر الأرياف؟

خريطة تصويت الفرنسيين… لماذا اكتسح اليسار المدن وخسر الأرياف؟
قيادات من اليسار الفرنسي خلال تجمع انتخابيالمصدر: رويترز
02 يوليو 2024، 10:49 ص

قدمت صحيفة "لوموند" قراءة في خريطة توزيع أصوات الناخبين في الجولة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية، مشيرة إلى سيطرة اليسار على المناطق الحضرية، وهي معاقلها التقليدية، مقابل صعود مثير للقلق لليمين المتطرف في القرى والأرياف.

وبينما تقدم المرشحون اليساريون في 414 دائرة انتخابية مقارنة بـ 386 دائرة انتخابية في عام 2022، مع زيادة كبيرة في الأصوات، فإن هذه الأرقام تخفي انقسامًا أعمق في الديناميكيات الانتخابية.

معاقل اليسار
وأكدت الصحيفة أن المراكز الحضرية برزت كمعقل لليسار، إلا أن البلدات الصغيرة والريف، يكتسحها حزب التجمع الوطني، الأمر الذي يشكل تهديدًا خطيرًا لنفوذ اليسار الأوسع.

وأثار انتخاب أكثر من 10 نواب لحزب "فرنسا الأبية" في الجولة الأولى انتباها لافتا لهذه "القوة الحضرية" وفقا للصحيفة.

وأشارت "لوموند" إلى أن انتصارات اليسار تتناقض، لا سيما في منطقة باريس، بشكل حاد مع التحديات التي يواجهها الحزب في المناطق الريفية، موضحة أنه على الرغم من الإقبال الأوسع للناخبين والذي يفيد اليسار تقليديا، فقد كشفت هذه الدورة الانتخابية عن تحول العديد من الناخبين الممتنعين سابقا إلى اليمين المتطرف.  

في المعاقل الحضرية، مثل تلك التي تنتخب مرشحي الجبهة الشعبية الجديدة بشكل مباشر، تبدو مكاسب اليسار زائدة عن الحاجة حيث كانوا مهيمنين بالفعل.

وبحسب الصحيفة الفرنسية يؤثر هذا التحول بشكل كبير على الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي كان ذات يوم رمزًا لتمثيل الطبقة العاملة والريف، مبينة أنه "بينما صمد الحزب الشيوعي بقوة في بعض المناطق الصناعية السابقة حول باريس، واجهت شخصيات رئيسة في الشمال، مثل السكرتير الوطني فابيان روسيل، الهزيمة".  

وفي المناطق الوسطى، بما في ذلك منطقة أندريه شاسين في بوي دو دوم، لا يزال الأمل قائمًا، ولكن الصورة العامة قاتمة.

صعود اليمين
 ويحذر بيير أوزولياس، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الشيوعي الفرنسي من أوت دو سين، من تغلب اليمين المتطرف على اليسار في المناطق الريفية، على الرغم من الزيادة العددية في الأصوات.  

من جانبه يحذر المؤرخ روجر مارتيلي أيضًا من أن تتحول المعاقل الحضرية لليسار إلى جيوب معزولة، منفصلة عن النجاح الانتخابي الأوسع، وفق قوله.

وقالت الصحيفة إن "هيمنة حزب "فرنسا الأبية" في المدن تتناقض بشكل صارخ مع أدائه في المناطق الريفية، إذ انسحب مرشحون مثل شارلوت ليدوك في موسيل، ويواجه آخرون معارك صعبة".

ويلاحظ فرانسوا بيكمال، نائب حزب الجبهة الليبرالية الذي أعيد انتخابه في تولوز، "اتساع الفجوة بين الحضر والريف في سلوك الناخبين".

ومن الناحية الإستراتيجية، يخاطر حزب "فرنسا الأبية" بأن يُنظر إليه على أنه "حركة تتمحور حول المناطق الحضرية"، وتهمل المناطق الريفية والمحيطية التي يهيمن عليها التجمع الوطني الآن. 

وتُردد صدى هذا القلق أصوات إقليمية مثل جوليان بوا، العضو السابق في الحزب من أوت دو فرانس، الذي يدعو إلى رؤية أوسع خارج مراكز المدن.

وأكدت "لوموند" أنّ حاجة اليسار إلى سد الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية بات أمرا بالغ الأهمية.  
ويؤكد أدريان تيبرتي من الحزب الشيوعي الفرنسي أن الاعتماد فقط على المعاقل الحضرية يمثل "إستراتيجية دفاعية تحد من المكاسب الإجمالية".

وختمت الصحيفة بالقول إنه "على الرغم من الدعم المكثف الذي يحظى به اليسار في المدن الكبرى، فإن التحدي يظل يتمثل في توسيع هذه القاعدة والتعامل مع الناخبين في مختلف أنحاء البلاد".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC