logo
العالم

"لوموند": اضطرابات بريطانيا تكشف عودة "مقلقة" لليمين المتطرف

"لوموند": اضطرابات بريطانيا تكشف عودة "مقلقة" لليمين المتطرف
أعمال الشغب في المملكة المتحدةالمصدر: رويترز
17 أغسطس 2024، 11:04 ص

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن اندلاع الاضطرابات العنصرية في المملكة المتحدة في إثر الهجوم القاتل في ساوثبورت في 29 يوليو/ تموز، كشف عن عودة مقلقة للجماعات اليمينية المتطرفة.

وأوضحت الصحيفة، أن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 3 فتيات وإصابة 10 أشخاص آخرين، أدى إلى اندلاع أعمال عنف استهدفت المجتمعات المسلمة، والمساجد، ومراكز استقبال طالبي اللجوء في ما يزيد على عشرين مدينة إنجليزية، وكذلك في بلفاست، وحُوكِم الشاب الرواندي الذي وُجهت إليه اتهامات زائفة من قِبل الأوساط اليمينية المتطرفة.

أخبار ذات علاقة

بعد تصاعد الاحتجاجات.. من يشعل "نار الفوضى" في بريطانيا؟

وأضافت الصحيفة، أن أحداث العنف هذه سلطت الضوء على رابطة الدفاع الإنجليزية (EDL) وقائدها السابق، ستيفن ياكسلي لينون، المعروف باسم تومي روبنسون، مبينة أنه على الرغم من أن الحركة، التي تأسست في عام 2009، وارتبطت "بالهوليغانيزم" المعادي للإسلام، بدت أنها فقدت قوتها منذ العقد الأخير من القرن العشرين، إلا أنها عادت إلى الظهور، ما أدى إلى مظاهرات عنيفة ومشاعر قومية بيضاء.

وسلطت الاضطرابات الضوء على الضغط المستمر الذي يمارسه اليمين المتطرف على المحافظين.

أعمال وحشية غير مسبوقة

من جانبه، وصف رئيس الوزراء العمالي الجديد، كير ستارمر، هذه الأعمال العنيفة بأنها "وحشية يمينية متطرفة"، مؤكدًا نطاقها غير المسبوق.

وأضاف أنه على عكس التصور السائد حول تهميش اليمين المتطرف بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، أثبتت الجماعات اليمينية المتطرفة وجودها من خلال التكيف والتوسع، مستغلة وسائل التواصل الاجتماعي في تجنيد الأفراد وتنظيم أنشطتها.

وأوضحت لوموند أن اليمين المتطرف البريطاني كان يمثل تاريخيًّا عدة أحزاب سياسية صغيرة مثل الجبهة الوطنية وحزب بريطانيا الوطني، التي شهدت مراحل من الانحدار، إلا أن سياسات الهجرة الصارمة التي اتبعتها مارجريت تاتشر وتحولات حزب بريطانيا الوطني الإيديولوجية حدّت من تأثير هذه الجماعات.

ويشار أخيرًا، أن حزب الاستقلال البريطاني (UKIP) وأحزابه اللاحقة، بما في ذلك حزب الإصلاح البريطاني بقيادة نايجل فاراج، خففوا حدة التوجهات المتطرفة، على حني ضغطوا على المحافظين لتشديد سياسات الهجرة.

طريقة تجنيد المتطرفين

وقال مدير الأبحاث في مجموعة "Hope not Hate" جوي مولهال إن "اليمين المتطرف البريطاني يتميز بوجود مجموعة من الجماعات الصغيرة غير المنظمة"، مؤكدًا أن اليمين المتطرف أصبح حركة "تنظيمية"، تستفيد من التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر أفكارها.

وأضاف مولهال، أن هذه الأدوات الجديدة تسهم في تجنيد رجال بيض، في الثلاثينيات من العمر، من الطبقة العاملة وقليلي التعليم، الذين يشاركون في نشاطات عنيفة من خلال مظاهرات متفرقة.

وبحسب الصحيفة، شهدت الاضطرابات الأخيرة مشاركة أعضاء من جماعات مثل رابطة الدفاع الإنجليزية (EDL) بقيادة روبنسون، والجماعات النازية الجديدة.

ويشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت نشر المعلومات المضللة، وتجميع الدعم المتطرف، ولعب تومي روبنسون ونايجل فاراج وإيلون ماسك دورًا في تضخيم هذه التوترات، حيث دعوا إلى مظاهرات عنيفة، واستغلوا الاستياء الشعبي.

أخبار ذات علاقة

إيلون ماسك يثير الغضب في بريطانيا بعد حديثه عن "حتمية" الحرب الأهلية

وختمت الصحيفة بأنه في مواجهة هذه الزيادة في العنف، يجب على الأحزاب السياسية البريطانية، ولا سيما العمالية، التوازن بين تلبية توقعات الناخبين الغاضبين، ومحاربة اليمين المتطرف، كذلك يستمر فاراج، الذي يُنظر إليه فعلًا بوصفه صوتًا للـ EDL في البرلمان، في ممارسة تأثير ملحوظ في النقاش السياسي البريطاني.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC