logo
العالم

لم يداو جراح البولنديين.. شولتس يفشل بفتح صفحة جديدة مع وارسو

لم يداو جراح البولنديين.. شولتس يفشل بفتح صفحة جديدة مع وارسو
المستشار الألماني أولاف شولتس (يسار) ورئيس الوزراء البولن...المصدر: AFP
03 يوليو 2024، 9:43 ص

تسمرت أنظار البولنديين، أمس الثلاثاء على زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى بلادهم، التي كانت من المفترض أن تحمل هدايا لمداواة جراحهم، بعدما تسببت القوات النازية في زمن الحرب العالمية الثانية في معاناة البولنديين، إلا أن شولتس فشل في فتح صفحة جديدة مع وارسو.

صحيفة "بوليتيكو" أشارت إلى أن الزعيم الألماني فشل يوم الثلاثاء في الإعلان عن اقتراح متوقع لتقديم تعويضات مالية لضحايا الجرائم النازية ضد البولنديين، الذين ما زالوا على قيد الحياة، الأمر الذي أدى إلى تعقيد الجهود الرامية إلى تحسين العلاقات بين برلين ووارسو.

وقال شولتس في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، إن ألمانيا "ستسعى جاهدة لتقديم الدعم للضحايا"، دون تقديم وعود ملموسة أو تفاصيل حول موعد توقع مثل هذه التعويضات.

خطة التعويض

وفي الفترة التي سبقت الزيارة، قال مسؤولون ألمان إنهم يتوقعون أن يعلن شولتس عن خطة لتعويض الضحايا الذين ما زالوا على قيد الحياة، كجزء من جهد أوسع نطاقا لإصلاح العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة. 

وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل حاد في ظل الحكومة البولندية السابقة، التي كان يحكمها حزب القانون والعدالة القومي.

وكانت ألمانيا هدفًا مفضلًا لحكومة حزب القانون والعدالة، حيث طالب زعماء الحزب برلين بدفع أكثر من تريليون يورو كتعويضات عن الحرب، إلا أن ألمانيا رفضت هذه المطالب، ووصفت الأمر بأنه "معطل" بسبب سلسلة من الاتفاقيات التي أعقبت الحرب.

أخبار ذات علاقة

"فورين بوليسي": ألمانيا لديها عام واحد لاستبدال أولاف شولتس

 

دعوة لـ"حل مبتكر"

وقد تخلت الحكومة البولندية الحالية عن مطالب التعويضات، لكن وزير الخارجية رادوسلاف سيكورسكي دعا ألمانيا إلى إيجاد "حل مبتكر" لتعويض الشعب البولندي عن معاناته.

وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، كانت هناك إشارات إلى أن إعلان التعويضات قد يتم تأجيله، حيث استمرت المفاوضات بين الجانبين حتى وقت متأخر من المساء.

وكان لدى المسؤولين داخل الحكومة الائتلافية الألمانية، التي تخوض حاليا مفاوضات صعبة بشأن الميزانية، تحفظات بشأن حجم أي التزام مالي ومخاوف من أنه قد يؤدي إلى المزيد من المطالبات بالتعويض من قبل دول أخرى احتلتها ألمانيا النازية، بما في ذلك اليونان، وفقا لشخصين مطلعين على الموقف الألماني.

فشل مهين للزعيمين

ووصف تقرير الصحيفة الفشل في الإعلان عن خطة التعويضات بالأمر المهين لكلا الزعيمين، اللذين كانا يعتزمان استخدام الزيارة لبدء فصل جديد أكثر تعاوناً في العلاقات بين البلدين. كما يفتح ذلك الباب أمام توسك لانتقادات شديدة من الشعبويين اليمينيين في الداخل الذين يطالبون بتعويضات من ألمانيا.

ونصت خطة العمل المشتركة على أن الحكومتين ستظلان "منخرطتين في حوار مكثف بشأن التدابير الرامية إلى دعم الضحايا الأحياء للعدوان والاحتلال الألماني بين عامي 1939 و1945".

وسعى توسك إلى تصوير هذا الحوار في ضوء إيجابي، حتى في الوقت الذي يواجه فيه هجمات من خصومه السياسيين في وطنه.

وقال عن فشل التوصل إلى اتفاق تعويض فوري: "لا أشعر بخيبة أمل. هذه كلها خطوات تسير في الاتجاه الصحيح. وسوف يظهر المستقبل ما إذا كانت توقعاتي وآمالي مبنية على أسس متينة".

شولتس أهان البولنديين 

واستنكر حزب القانون والعدالة، الذي أصبح الآن في المعارضة، الفشل في إجبار ألمانيا على دفع المبلغ، وقالت رئيسة الوزراء البولندية السابقة بياتوا شيدو على حسابها في منصة "إكس": "لقد عامل شولتس البولنديين بطريقة مهينة، ولا يزال توسك سعيدا بذلك".

 

توتر العلاقات بين برلين ووارسو

وجعل رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إصلاح العلاقات مع برلين جزءًا أساسيا من جهوده الرامية إلى إعادة بولندا إلى التيار الرئيس الأوروبي. ولكن بعد مرور 79 عاماً على نهاية الحرب التي قتلت ما يصل إلى 6 ملايين بولندي (نصفهم من اليهود البولنديين)، لا تزال القضية جرحاً نازفاً.

وقال توسك "لا توجد مثل هذه البادرة التي من شأنها أن ترضي البولنديين، ولا يوجد مبلغ من المال من شأنه أن يعوض كل ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية". 

وكانت قضية تعويضات الحرب العالمية الثانية قد أدت بالفعل إلى توتر العلاقات بين برلين والحكومة البولندية السابقة بقيادة حزب القانون والعدالة، التي أصرت على أن ألمانيا لديها "واجب أخلاقي" في هذه المسألة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC