وثيقة الناتو أم الأرباح الروسية.. من يتحكم بقواعد الحرب في أوكرانيا؟

أثار قرار الاتحاد الأوروبي بتحويل أرباح الأصول الروسية المجمدة إلى  أوكرانيا العديد من التساؤلات، بحثًا عن تداعياته وتأثيره في قواعد اللعبة، ومدى إمكانيته في تعزيز قدرات كييف على الدفاع عن نفسها ضد الحرب الروسية.

ويرى المراقبون، أن تحويل جزء من أرباح الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا لا يُمكن أن يُغير قواعد اللعبة بين موسكو وكييف، وإن كان قد يُساعد على دعم جزئي لكييف في حماية أراضيها لفترة محدودة.

وثيقة أوروبية

ويضيف المراقبون، أن هناك وثيقة أوروبية جاري الاستعداد لتنفيذها بين دول حلف شمال الأطلسي، تتضمن تعهد دول الناتو بدعم أمني لكييف، ويكفل تزويدها بالأسلحة والذخائر بالإضافة إلى الدعم المالي على مدار السنوات المقبلة، حال استمرار الحرب الروسية.

ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية طارق فهمي، أن تحويل أرباح الأصول الروسية إلى أوكرانيا، محاولة أوروبية لاستفزاز روسيا، قد تُساهم في مُساعدة كييف عسكريًا خلال فترة زمنية صغيرة قد تصل إلى 4 أشهر، نظرًا لما تُعانيه الصناعات الدفاعية الأوروبية من نقص وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار.

قواعد اللعبة العسكرية

ويضيف أستاذ العلاقات الدولية، أن القرار الأوروبي لا يُغير قواعد الحرب الروسية وتقدمها في الأراضي الأوكرانية، بسبب تقدم الصناعات الدفاعية الروسية، خاصةً مع التقارب الروسي الصيني والهندي خلال الفترة الحالية، وهو ما يُثير مخاوف الدول الأوروبية "الناتو".

وتابع فهمي قائلًا: "روسيا لم تستسلم لقرار الاتحاد الأوروبي، خاصةً مع تحركاتها لتعزيز علاقاتها مع أذربيجان، والتي تعتبر العلاقات بوابة خلفية للتحايل على العقوبات الأوروبية، ومن خلال تصدير الغاز وغيرها إلى الدول الآسيوية، وهو ما يعزز موقفها العسكري في مواصلة أهدافها ضد كييف".

منظومة الدفاع الأوكرانية

بدوره، يتوافق الباحث في الشأن الروسي أشرف الصباغ، مع الباحث فهمي بشأن عدم تغير قواعد اللعبة؛ بسبب الأصول الروسية المجمدة بعد تحويلها إلى كييف لدعم منظومة الدفاع الأوكرانية.

ويؤكد الباحث الصباغ أن قواعد اللعبة قد تتغير في حالة واحدة فقط، وتتمثل في وثيقة يسعى الاتحاد الأوروبي لتنفيذها، يتعهد فيها بدعم أوكرانيا ماليًا وعسكريًا لسنوات طويلة، وهو ما يعزز قدراتها الدفاعية خلال هذه السنوات.

تحركات أوروبية

 ويُشير الصباغ، في تصريحاته إلى أن تحركات الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا من خلال خطط طويلة الأمد أصبحت تُمثل تهديدًا صريحًا لموسكو، والتي بدأت بتقديم حوالي 5 مليارات يورو لدعم صندوق المساعدات العسكرية لأوكرانيا في الأشهر الأولى للعام الجاري.

وأضاف أن "كييف حتى تتمكن من صد الهجمات الجوية الروسية بحاجة إلى حوالي 130 مقاتلة لتعزيز منظومتها الدفاعية بعد تعرض الكثير منها للتدمير من قبل الدفاع الروسي".

وتابع يقول: "لذلك فمن المتوقع أن تقوم القيادة الأوكرانية بالتعاقد الفوري مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي لتوريد المقاتلات والمقذوفات الجوية في مطلع شهر أغسطس بعد الحصول على أرباح روسيا المجمدة".