logo
العالم

مع فوز "اليمين المتطرف".. "ملفات شائكة" ستعقّد علاقة فرنسا والاتحاد الأوروبي

مع فوز "اليمين المتطرف".. "ملفات شائكة" ستعقّد علاقة فرنسا والاتحاد الأوروبي
زعيما حزب التجمع الوطني مارين لوبان وجوردان بارديلاالمصدر: رويترز
02 يوليو 2024، 7:11 م

تساءلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن مدى انعكاس فوز اليمين المتطرف في فرنسا على مستقبل الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى ملفات "شائكة" ستعقد العلاقة بين الجانبين، منها الهجرة والإسلام.

وقالت الصحيفة، إن اليمين المتطرف الفرنسي، اقترب خطوة واحدة من السلطة، وحقق فوزا ساحقا في أول جولة من اثنتين في الانتخابات الوطنية.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت مساء الأحد، أن حزب "التجمع الوطني" بزعامة مارين لوبان فاز بنسبة 33 في المائة من الأصوات، بعد أن دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة مفاجئة في بداية يونيو/ حزيران.

وتراجع ائتلاف الرئيس الوسطي "معا" إلى المركز الثالث الهزيل بعد حصوله على 20 في المائة فقط من الأصوات، في حين حصل حزب الجبهة الشعبية الجديدة اليساري على نحو 28 في المائة.

أخبار ذات علاقة

خوفاً من صعود "اليمين المتطرف".. الرعب يجتاح ألمانيا

ووفق التقرير، فإنه "إذا فاز حزب التجمع الوطني بالأغلبية في الجولة الثانية من الانتخابات المقرر إجراؤها في 7 يوليو/تموز، وهي النتيجة التي تبدو محتملة بشكل واضح، فإن فرنسا، أحد العضوين الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي، ستدار فجأة من قبل حزب حريص على انتزاع السلطة من بروكسل".

وكان زعيم حزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، البالغ من العمر 28 عاما، والذي اختارته لوبان شخصيا لإدارة الحزب، والذي من المرجح أن يصبح رئيس الوزراء المقبل لفرنسا، تعهد "بالدفاع عن مصالح البلاد" على المسرح الأوروبي.

وقال الشهر الماضي إن "وصولنا إلى السلطة سيمثل عودة فرنسا إلى المسرح الأوروبي، للدفاع عن مصالحها".

وذكرت الصحيفة أنه "لم تعد مغادرة الاتحاد الأوروبي سمة من سمات بيان حزب الجبهة الوطنية، فقد هزمهم ماكرون بسرعة في الانتخابات الرئاسية عام 2017، وهي المرة الأخيرة التي ضمّنوا فيها مثل هذا الوعد، لكنهم مع ذلك كانوا واضحين في معارضتهم لبروكسل".

أخبار ذات علاقة

بعد صعود اليمين المتطرف… ألمانيا تخشى ارتدادات "الزلزال الفرنسي"

وقال بارديلا إن حزبه مستعد للتفاوض على "استثناءات" لعدد من قواعد الاتحاد الأوروبي لفرنسا، بما في ذلك أهداف تشريع "تفضيل وطني" للشركات الفرنسية والزراعة، في انتهاك لقواعد السوق الأوروبية الموحدة.

وتحدث أيضًا عن الدفع باتجاه مراجعة اتفاقيات التجارة الحرة للاتحاد الأوروبي التي لا "تحترم" فرنسا وتمنع أي توسع آخر للاتحاد الأوروبي.

وأشار مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية مقرها الولايات المتحدة، إلى أن مثل هذه التحركات من شأنها أن تجعل النظام القانوني الأوروبي "مهتزاً على نحو متزايد" في وقت حيث أصبحت الوحدة في مواجهة كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والنزعة الشعبوية أمراً بالغ الأهمية.

وكتب المجلس: "إذا لم تعد فرنسا مستعدة لاتباع قواعد الاتحاد الأوروبي أو التنفيذ بأمانة للقرارات التي اتخذها مجلس الوزراء الأوروبي، فمن المشكوك فيه أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من الاستمرار في العمل كما كان في العقود القليلة الماضية"، مشيرا إلى أن فرنسا تعد، إلى جانب ألمانيا، القوة الدافعة للكتلة.

والسبب الآخر الذي يثير قلق بروكسل بحسب التقرير، هو موقف حزب التجمع الوطني بشأن الهجرة والإسلام.

وأضاف أن "وجهات نظر الحزب تعرضت للانتقاد بشكل منتظم باعتبارها تمييزية، وتفوح منها رائحة الإدارة الهنغارية، على سبيل المثال، التي حولت بودابست إلى بعبع الكتلة".

وأردف: "تمتد أيديولوجية "التفضيل الوطني" التي يتبناها التجمع الوطني إلى إعطاء الأولوية للمواطنين المولودين في فرنسا للحصول على الرعاية الصحية ومزايا الدولة، في حين يعتزم الحزب أيضًا تقديم قانون لمكافحة "الأيديولوجيات الإسلامية" من خلال تسهيل إغلاق المساجد وترحيل الأئمة الذين يعتبرون متطرفين".

وأشار إلى أنه "فيما يتعلق بالعلاقات الفرنسية مع المملكة المتحدة، والتي يبدو أنها ستخضع لسيطرة حزب العمال في نهاية هذا الأسبوع، فلا يزال من غير المؤكد كيفية التنسيق بين الطرفين".

أما بشأن دورة الألعاب الأولمبية في باريس، التي تبدأ بعد 19 يوما من الجولة الثانية من التصويت، وعدّ المسؤولون بأن السياسة لن يكون لها أي تأثير على المنافسة.

وقال منظمو "باريس 2024" إنهم مستعدون لتنظيم الألعاب بعد سبع سنوات من التحضير وللمساعدة في توحيد الأمة.

وجاء في البيان: "مع بقاء بضعة أسابيع فقط قبل الألعاب، دخلنا مرحلة تشغيلية للغاية. لقد تم اتخاذ جميع القرارات الرئيسية منذ وقت طويل".

وأضاف البيان: "من الواضح أن الدولة لاعب رئيسي، لكننا نعلم أنه يمكننا الاعتماد على مشاركتها الكاملة ومشاركة خدماتنا العامة، حتى في سياق هذه الانتخابات المبكرة، للمضي قدمًا في القضايا المتبقية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC