بعد صعود اليمين المتطرف… ألمانيا تخشى ارتدادات "الزلزال الفرنسي"

تراقب ألمانيا بعين القلق الصعود اللافت لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، وتخشى برلين أن تطالها ارتدادات الزلزال الفرنسي.

وفي أول تعليق على نتائج الانتخابات الفرنسية أبدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قلقها حيال "المكاسب التاريخية" التي حققها حزب التجمع الوطني المنتمي إلى اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان؛ ما يضع الحزب "على أبواب السلطة".

مخاوف كبيرة
وعلّقت الصحف الألمانية ومتابعون للشأن السياسي على نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية وسط إجماع على وجود مخاوف كبيرة من تداعيات اقتراب اليمين المتطرف من السلطة على العلاقات الثنائية بين فرنسا وألمانيا، أو على كامل الاتحاد الأوروبي.

وتُعتبر ألمانيا القوة الأولى في الاتحاد من حيث الثقل الديمغرافي والسياسي والاقتصادي، ومن حيث عدد المقاعد في البرلمان الأوروبي المنتخب حديثًا، وتأتي فرنسا في المرتبة الثانية، وتترك التطورات السياسية وتركيبة المشهد السياسي في كل بلد صدى لدى الطرف الآخر.

وكان مراقبون اعتبروا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس هما "أكبر خاسِريْن" في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت الشهر الماضي.

وكتبت صحيفة "فرنكفورت ديلي" في صفحتها الأولى "قلقون بشأن مستقبل فرنسا" موضحة أن القلق لا يشمل مستقبل فرنسا السياسي فحسب، بل أثرت هذه النتائج أيضًا على ألمانيا والاتحاد الأوروبي.

وذكّرت الصحيفة بتصريحات سابقة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2017 تعهّد فيها بأنه "سيمحو كل الأسباب التي تؤدي إلى صعود اليمين المتطرف" وقالت إن عكس ذلك هو الذي حصل.

واعتبرت الصحيفة أن النتائج "فشل لماكرون، الذي لعب وخسر وخسرت معه فرنسا والجمهوريون، وفتح الباب على مصراعيه لليمين المتطرف ليكون على سدة الحكم بما يخلفه من تداعيات على كامل أوروبا" وفق قولها.

 

أوقات عصيبة
وبحسب صحيفة "شتوتغارت تسايتونغ" فإن "فرنسا تواجه أوقاتًا عصيبة" وتحدثت الصحيفة عن انتصار كبير للشعبويين وارتداداته على العلاقات الفرنسية الألمانية، وعلى الاتحاد الأوروبي.

وعلّقت صحيفة "بيلد" بأنّ "فرنسا أُلقيت تحت الحافلة" وفق تعبيرها، موضحة أنّ تقدم اليمن المتطرف بات على وشك أن يأخذ الحزب إلى الدور القيادي في البلاد.

وتحدث المدير التنفيذي لغرفة التجارة الفرنسية الألمانية من جانبه عن "خطورة" صعود اليمين المتطرف على العلاقات الثنائية، وعلى العلاقات بين مكونات الاتحاد الأوروبي.