عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
العالم

انتخابات ألمانيا.. توقعات مقلقة وسط أجواء أوروبية مشحونة بالتطرف

انتخابات ألمانيا.. توقعات مقلقة وسط أجواء أوروبية مشحونة بالتطرف
مناهضون لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرفالمصدر: رويترز
21 يوليو 2024، 12:10 م

تنتظر الأوساط السياسية والحزبية والثقافية في ألمانيا، الانتخابات التشريعية بكثير من التوجس والقلق، لما سيسفر عنه هذا الاستحقاق الدستوري، وسط أجواء أوروبية مشحونة بمزاج راديكالي (متطرف)، يمينا ويسارا.

جرس إنذار

ورغم أن ثمة مدة زمنية طويلة نسبيًا تفصل ألمانيا عن الانتخابات التشريعية التي ستقام في خريف العام المقبل، غير أن نتائج الانتخابات الأوروبية التي جرت الشهر الفائت، كانت بمثابة جرس إنذار نبّه النخب السياسية والحزبية إلى اليقظة وبذل الجهد، منذ الآن، كي لا يقع المحظور.

أخبار ذات علاقة

يطرق أبواب ألمانيا بعد فرنسا.. "اليمين المتطرف" قد يغير وجه أوروبا لسنوات

 

ومؤشر الخطر الذي انعكس في نتائج الانتخابات الأوروبية على مستوى ألمانيا، هو أن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني المتطرف جاء في المرتبة الثانية، على مستوى ألمانيا، بعد الحزب المسيحي الديمقراطي (وهو الحزب الذي تكرس اسمه في المشهد السياسي خلال حقبة المستشارة السابقة أنغيلا ميركل).

وبلغة الأرقام، فاز التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) بـ30% من الأصوات ليحصل على المركز الأول على مستوى ألمانيا، فيما حصل حزب البديل على 15.9% من الأصوات، وهو ما عُدَّ مفاجأة من العيار الثقيل، قد تتكرر بصورة أقوى في الانتخابات الألمانية المقبلة.

تراجع الأحزاب التقليدية

واللافت أن الأحزاب التقليدية التي امتلكت زمام السلطة لعقود، بات رصيدها يتقلص، وهو ما عبرت عنه النتيجة التي حصل عليها، الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إليه المستشار أولاف شولتس، والذي يقود الائتلاف الحاكم، بحصوله على 13.9% في المئة، ليسجل أسوأ أداء في انتخابات ديمقراطية منذ أكثر من قرن لتيار يسار الوسط، في ألمانيا، وحل في المرتبة الرابعة حزب الخضر بحصوله على 11.9%.

ومن المعروف أن الحزب الاشتراكي، تاريخيًّا، كان أحد الأحزاب المهيمنة والمؤثرة في السياسة الألمانية، غير أن الأحوال تبدلت، فحزب البديل الذي تأسس قبل أعوام قليلة، وتحديدًا عام 2013، أصبح يزاحم الكبار، بل ويتفوق عليهم.

وهذه ليست مجرد أرقام ونسب مئوية دون معنى، بل هي تكاد تعكس جملة التحولات والانعطافات التي أصابت القارة العجوز، وأسهمت بتغيير مزاج الناخب الألماني، والأوروبي عمومًا؛ إذ تلاشت التحفظات السابقة حيال أحزاب متطرفة بوصفها "ظواهر خطابية شعبوية واحتجاجية عابرة"، كما نُزعت القداسة، إن صح التعبير، عن أحزاب تقليدية مكرسة منذ عقود في الحياة السياسية الألمانية.

الخصوصية الألمانية

ومثل هذه النتائج تُقدم، كذلك، لمحة عما ستسفر عنه الانتخابات الألمانية المقبلة التي قد تتكشف عن صعود مدوٍ لحزب البديل الذي حقق قفزات في فترة قياسية.

ومخاطر وصول حزب يميني متطرف إلى سدة الحكم في ألمانيا تفوق مثيلاتها الأوروبية؛ ذلك أن خطاب الأحزاب اليمينية سيصطدم بواقع ألماني متنوع ومعقد، وهو ما قد ينشأ عنه نوع من الفوضى وعدم الاستقرار.

فمن المعروف، أن ألمانيا هي من أكثر الدول الأوروبية استقبالًا للاجئين والمهاجرين، وكذلك تضم البلاد الكثير من الأعراق والطوائف والأديان، ولا شك في أن أي طرح متطرف يسيء إلى هذا التنوع قد يؤدي إلى صدامات، وهو ما تتحسب له السلطات والأحزاب التي تحاول تحسين أدائها حتى انتخابات خريف العام المقبل.

والمفارقة هنا، أن المتابعين للملف الألماني يعزون أحد أسباب صعود اليمين في ألمانيا إلى تزايد أعداد المهاجرين القادمين في غالبيتهم من بلدان إسلامية، وبعض الحوادث الأمنية التي صاحبت هذا الوجود، وأسهمت بتغذية "الإسلاموفوبيا".

تحول أمزجة الناخبين

ولا بد من التذكير بأن الناخب الألماني، على مدى العقود الماضية، كان يتجنب التصويت للجماعات اليمينية المتطرفة؛ بسبب وصمة العار التاريخية المرتبطة بالنازية، والسياسات المدمرة التي اتبعها زعيمها أدولف هتلر.

لكن هذه القاعدة الراسخة باتت تتعرض للاهتزاز، فما عُدّت من الخطوط الحمراء حتى وقت قريب، أصبحت خطابا متاحا في المنابر الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والفضاء العام.

وتبعًا لذلك، وخلال فترة قصيرة، استطاع حزب البديل أن يكتسب زخمًا في الشارع الألماني من خلال الترويج علنًا لأجندة مناهضة للمهاجرين، وتدعو إلى ترحيلهم وعدم استقبال المزيد منهم.

ولا يتردد الحزب الألماني بتسليط الضوء على الهوية الإسلامية للكثير من الوافدين الجدد؛ إذ حذر حزب "البديل" في بيان سابق، من أن تزايد عدد السكان المسلمين "يشكل تهديدًا لأمن الأمة والمجتمع والقيم الأساسية".

أخبار ذات علاقة

مسلمو ألمانيا يطالبون الحكومة بتعيين مفوض للتصدي لـ"الإسلاموفوبيا"

  

وتتكرر بين الحين والآخر في ألمانيا، وخصوصًا في الشطر الشرقي، حوادث ذات طابع عنصري، ما جعل هذا الملف يحظى بالنقاش والبحث.

السيناريو الفرنسي

وبينت دراسة أجريت قبل أشهر، أن 45 بالمئة من سكان ألمانيا شاهدوا مرة واحدة بشكل شخصي حوادث عنصرية، في حين قال نحو 22 بالمئة إنهم تعرضوا شخصيا لحوادث عنصرية، وهو ما يدفع البلد الديمقراطي إلى قلب المعادلة لصالح قيم التعدد والتسامح والتعايش المشترك.

ورغم أن خريطة التحالفات والاستعداد للانتخابات في ألمانيا غير واضحة حتى الآن، غير أن ثمة حافزا مشتركا للتصدي لليمين المتطرف، وهو ما قد يقود إلى سيناريو مماثل لما حدث في الانتخابات الفرنسية الأخيرة، إذ تحالف عدد من الأحزاب لغرض واحد وهو قطع الطريق أمام التيار اليميني المتطرف في نيل الأغلبية، وهو ما تحقق فعليًا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC