محللون فرنسيون: "تهديدات" اليسار بعزل ماكرون أتت ثمارها
رأى محللون فرنسيون أن ترحيب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون داخل أروقة الإليزيه بائتلاف اليسار المتطرف، الذي هدد بعزله من منصبه، يعد بمثابة تغيير في موقفه.
وأعرب زعماء اليسار الفرنسي عن تفاؤلهم من مشاوراتهم حول تشكيل الحكومة الجديدة، إذ يعتبرون أن ماكرون قد غيّر موقفه تجاه اليسار.
وقال زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي، أوليفييه فور، إن ماكرون قد أكد أن أولئك الذين شاركوا في ائتلاف اليسار "يتمتعون بالشرعية التامة للحكم"، والتي من شأنها أن تشمل حزب فرنسا الأبية أيضاً.
وأوضح الباحث السياسي الفرنسي مارسيال فوكو في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن التصريح القصير الذي أدلى به الأمين العام للحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، بعد استقبال الجبهة الشعبية الجديدة، اليوم الجمعة، 23 أغسطس/آب في الإليزيه، قد يشير إلى تغيير مذهل في الاتجاه، وقبل كل شيء، إلى تغير الوضع في المعسكر الرئاسي لماكرون.
وتساءل فوكو، هل "هناك تغيير كبير في قرار ماكرون بشأن حزب فرنسا الأبية؟ أم مجرد سوء فهم؟".
ورأى الباحث السياسي أن ترحيب ماكرون، بما في ذلك بفرنسا الأبية، من شأنه أن يبطل التهديدات بسحب الثقة التي صيغت في المعسكر الرئاسي في حالة وجود وزراء من حزب ميلانشون في الفريق الحكومي المقبل، والخيارات مختلفة ومتاحة أمام الرئيس، الذي يبدأ سلسلة من المشاورات مع المعارضة، يوم الجمعة.
وأشار فوكو إلى أن ماكرون اضطر إلى ابتكار شكل جديد من التبادل، ليس لاكتشاف برامج الأحزاب كلها، فهو يعرفها بالفعل، بل لاكتشاف مدى اتساع واستقرار التحالف الذي تستطيع كل كتلة الحصول عليه في الوقت نفسه.
وأوضح الباحث أن ماكرون قد اختار بالفعل رئيس الوزراء، ولكنه يبحث عن الطريقة التي سيُعلم بها الأحزاب بذلك. ومع ذلك، "سأفاجأ إذا انتظر ماكرون انتهاء هذه اللقاءات ليحصل على فكرة عن رئيس الوزراء المقبل".
ويبدأ ماكرون سلسلة من المشاورات مع زعماء الأحزاب والمجموعات البرلمانية، والتي من المفترض أن تؤدي إلى تعيين رئيس الوزراء.
وقال الباحث السياسي الفرنسي جون بيرنارد بيناتل إن موقف ماكرون تجاه اليسار المتطرف لا يزال قائماً، موضحاً أن الرئيس الفرنسي قلق للغاية من إمكانية وجود أيٍّ من عناصر حزب فرنسا الأبية اليساري المتطرف في الحكومة الفرنسية المقبلة.
لهجة إيجابية
وبحسب مرشحة الجبهة الشعبية الجديدة لمنصب رئيس الوزراء، لوسي كاستيتس، فإن الرئيس "واضح" بشأن رغبة الفرنسيين في تغيير التوجه السياسي.
وقال رئيس الحزب الشيوعي، فابيان روسيل، إنه "أصر كثيراً مع الرئيس على ضرورة تطبيق سياسة القطيعة".
ورأت رئيسة حزب البيئة، مارين تونديلييه، أن ماكرون "اعترف بأنه سيتعين علينا تغيير المسار"، مؤكدة أن ائتلاف اليسار الجديد "كتلة صلبة وموحدة".
