مشاورات تشكيل الحكومة.. اليسار الفرنسي يواجه "المهمة المستحيلة"
رأى محللون سياسيون فرنسيون، أن التحدي الحقيقي أمام اليسار الفرنسي، خلال المشاورات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه اليوم، هو إظهار الوحدة بين الأحزاب المكوّنة لائتلاف اليسار.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس 2، بنجامين موريل، لـ"إرم نيوز"، إن ائتلاف اليسار، الذي حلّ في المركز الأول في الانتخابات التشريعية المبكرة، منقسم في عدة محاور أبرزها الاقتراح الذي أطلقه زعيم اليسار المتطرف (حزب فرنسا الأبية) جون لوك ميلانشون؛ لبدء إجراء عزل رئيس الدولة إذا لم يعين لوسي كاستيتس في منصب رئاسة الوزراء.
إنذار نهائي
ووفقًا للباحث السياسي الفرنسي فإن الأحزاب السياسية المشاركة في الائتلاف ترفض بشدة مقترح اليسار المتطرف، الذي وجه إنذارًا نهائيًا لرئيس الدولة.
وأضاف أن مرشحة ائتلاف اليسار، لوسي كاستيتس، ستلتقي ماكرون في قصر الإليزيه، الجمعة، برفقة زعماء الأحزاب والمجموعات البرلمانية اليسارية، موضحًا أن ماكرون وعد بعد ذلك بالتشاور مع اليمين، ثم اليمين المتطرف يوم الاثنين، قبل تعيين رئيس الحكومة.
وأشار موريل إلى أن هذا الموضوع الشائك يثير الانقسام داخل ائتلاف اليسار الجديد كما أنه ليس أمرًا ذكيًا ويمثل تحدّيًا كبيرًا يهدد بحل ائتلاف اليسار، "موضحًا أن زعيم اليسار المتطرف جون لوك ميلانشون لا يرغب في الاختفاء من الحياة السياسية والبقاء مهما كان الثمن، حتى لو كان ذلك من خلال إضعاف الائتلاف"، وفق تعبيره.
ويستقبل ماكرون، الجمعة، قيادات ائتلاف اليسار لإجراء مشاورات مرتقبة، فيما لم يقم بعد بتعيين رئيس جديد للحكومة، بعد مرور شهر ونصف على الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية.
واعتبر موريل أن "التحدي الذي يواجه اليسار اليوم هو تحقيق الوحدة"، موضحًا أن ممثلي اليسار "لن يغيروا إستراتيجيتهم عشية الاجتماع مع ماكرون".
وأوضح أن "أحزاب اليسار، التي توجت بالمركز الأول في الانتخابات التشريعية، أضعفتها أغلبيتها النسبية جدًا".
أغلبية موسعة
ورأى الباحث السياسي الفرنسي فريدريك بيشون في تصريح لـ"إرم نيوز" أنه "لتجنب عدم الاستقرار داخل ائتلاف اليسار، قد يكون الحل هو بناء أغلبية أكثر استدامة، والتحول نحو يمين الوسط".
وأضاف أنه "إذا كان اليسار يريد الحكم بشكل مطلق، فعليه أن يوافق على بناء ائتلاف أوسع بكثير من ائتلاف اليسار وتحمل المسؤولية عنه، حتى لو كان ذلك يعني فقدان دعم حزب "فرنسا الأبية" وإيجاد رئيس وزراء جديد أكثر توافقًا"، وفق تعبيره.
