logo
العالم

الديمقراطيون مذعورون: بايدن يمكن أن يسقط الحزب بأكمله

الديمقراطيون مذعورون: بايدن يمكن أن يسقط الحزب بأكمله
30 يونيو 2024، 1:47 م

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، إن أداء الرئيس جو بايدن في المناظرة التي جمعته مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب، أصاب زملاءه الديمقراطيين بالذعر، متسائلًا كم منهم سيرغب في المخاطرة بالقفز من أعلى الهاوية، في ظل رئاسة بايدن للحزب.

وأضاف بولتون في مقال نشرته صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، أن أصداء النتائج المذهلة للمناظرة الرئاسية التي جرت يوم الخميس الماضي بين جو بايدن ودونالد ترامب ترددت في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ولم تظهر العواقب الكاملة بعد.

ولفت إلى أن الديمقراطيين يفكرون بجدية في الوقت الحالي، فيما إذا كانوا سيتخلصون من بايدن كمرشحهم الرئاسي المحتمل.

ودون اتخاذ إجراء جذري وغير مسبوق تقريبًا الآن، فقد يكونون في الطريق ليس فقط إلى خسارة البيت الأبيض، بل إلى خسائر كبيرة في انتخابات مجالس الشيوخ والنواب والولايات والسباقات الانتخابية المحلية أيضًا، وفق بولتون.

وقال إنه دون الحافز للمشاركة، قد يبقى العديد من الناخبين الديمقراطيين ببساطة في منازلهم، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة.

وتابع بولتون: "لم يكن ترامب على المحك في المناظرة، لأن الآراء حوله، المؤيدة والمعارضة، راسخة ويصعب تغييرها".



قدرة بايدن العقلية

أما بايدن فمعروف بالقدر ذاته، لكن الشكوك المزعجة حول قدرته العقلية تعني أنه سيواجه مخاطر سلبية هائلة إذا أدى النقاش إلى تفاقم هذه الشكوك.. وهذا بالضبط ما حدث، على حد تعبير بولتون.

وأكد أن "ترامب لم يكن ذلك الفتى البريء، بل كان مجرد نفسه المعتاد المتبجح والمتفاخر والمراوغ، لكن أداء بايدن أصاب زملاءه الديمقراطيين بالذعر.. فكم من الأشخاص سيرغبون في المخاطرة بالقفز من أعلى الهاوية وهو يقود رئاسة حزبهم؟".

وأشار إلى أن العواقب السياسية المحتملة طغت على المناقشة الموضوعية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي، ومع ذلك، اتخذ ترامب مرارًا وتكرارًا مواقف ستكون خاطئة بشكل خطير إذا تم تنفيذها كسياسة.

وأوضح أن بايدن حاول الدفاع عن سجله، الذي يحتاج إلى الكثير من الدفاع، تاركًا وراءه شعورًا مزعجًا، بأن أيًّا من الرجلين لا يصلح حقًّا لمنصب الرئيس.

وضرب بولتون في مقاله أفغانستان كمثال، ففي الدقائق الافتتاحية الأولى للمناظرة، تشابك المرشحان حول هذه القضية، حيث تهرب كل منهما من المسؤولية عن انسحاب الولايات المتحدة.

وقال بايدن إنه الرئيس الوحيد في هذا القرن الذي لم يشارك فيه أمريكيون في القتال بالخارج، وانتقد ترامب لأن القوات الأمريكية في عهده كانت "لا تزال تقتل الناس في أفغانستان".

وبحسب بولتون، كان الانسحاب جهدًا مشتركًا بين ترامب وبايدن، فقد تفاوض ترامب على تسليم أفغانستان لطالبان، وقام بايدن بتنفيذ ذلك، مؤكدًا أن هناك الكثير من اللوم على كليهما.

وبينما انتقد ترامب تنفيذ بايدن للرحيل من أفغانستان عام 2021، الذي تجسدت في كارثة مطار كابول، إلا أنه اعترف بأنه كان يريد الخروج أيضًا، لكنه قال: "لقد خرجنا بكرامة وقوة وسلطة".

واستطرد بولتون في مقاله: "هذا التبجح النموذجي لترامب كان حاضرًا بنشاط طيلة المناظرة، كما هاجم بايدن مرارًا وتكرارًا بسبب صورته الدولية".

ونقل بولتون قول ترامب في المناظرة: "إننا لم نعد نحظى بالاحترام كدولة.. إنهم لا يحترمون قيادتنا".



"داعية للحرب"

وأكد المقال أن الادعاء بأن بايدن كان ضعيفًا لم يردع ترامب عن وصفه بأنه داعية للحرب، "هذه حروب لن تنتهي معه أبدًا.. سوف يدفعنا إلى الحرب العالمية الثالثة، ونحن أقرب إلى الحرب العالمية الثالثة ما يمكن لأي شخص أن يتخيل، فالرئيس الصيني شي جين بينغ، وكيم جونغ أون في كوريا الشمالية، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. كل هؤلاء لا يحترمونه.. إنهم لا يخشونه".

وأكد بولتون أنه "في عالم ترامب السريالي، كل هذا يعتبر منطقيًّا".

ومن المثير للاهتمام مناقشة قضية الصين باستخفاف، لكن ترامب أثارها أولًا خلال مناقشة قضية أفغانستان، لافتًا إلى رفض فكرة أن التعريفات الجمركية الشاملة التي اقترحها بنسبة 10% ستؤدي إلى زيادة أسعار المستهلك الأمريكي.

وقال ترامب إنها ستجبر دولًا مثل الصين "التي كانت تخدعنا لسنوات، على أن تدفع لنا الكثير من المال، وتعطينا الكثير من القوة لأشياء أخرى".

وبحسب الكاتب، يتحدث ترامب حاليًّا بشكل صارم عن بكين لأنه يعتقد أن جائحة كوفيد-19، التي نشأت في الصين، كلفته انتخابات عام 2020، ومن غير المعروف إلى متى قد يستمر هذا، إذا اتصل به الرئيس الصيني لتهنئته بعد الانتخابات.

وباستخدام الصين كأداة للتعويض عن إدانته الأخيرة بارتكاب جرائم، هاجم ترامب سلوك بايدن، وصوره على أنه مجرم، بحسب المقال.

ونقل عن ترامب قوله بشكل سخيف إن بايدن "يحصل على أجره من الصين.. إنه واقع تحت تأثيرها، وهو مغسول دماغيًّا"، ما "يفسر" على ما يبدو سبب خوف بايدن من اتخاذ مواقف صارمة ضد الرئيس الصيني.

ومن غير المستغرب أن هذه المناقشة أثارت قلقًا فوريًّا بين المراقبين الآسيويين، الذين شاهدوها على الهواء مباشرة صباح يوم الجمعة الماضي بحسب توقيتهم.

الحرب الروسية الأوكرانية

وفيما يتعلق بأوكرانيا، واصل ترامب ادعاءه أنه لو كان رئيسًا، فإن روسيا لم تكن لتغزو أوكرانيا أبدًا (ومرة أخرى، هذا أمر لا يمكن إثباته، لكن لا يمكن دحضه أيضًا)، وفق الكاتب.

وأشار إلى تعهد ترامب بوقف الحرب الروسية الأوكرانية كرئيس منتخب، حتى قبل تنصيبه في الـ20 من يناير/كانون الثاني المقبل.

وبينما دافع بايدن عن سجله، اشتكى ترامب بلا توقف من حجم الأموال التي أنفقتها الولايات المتحدة على أوكرانيا مقارنة بأوروبا، الأمر الذي يضرب دائمًا على وتر حساس لدى قاعدة ترامب الانتخابية، إلى جانب شكاواه المألوفة بشأن مستويات إنفاق حلف "الناتو"، على حد قول بولتون.

وبالانتقال إلى الشرق الأوسط، أكد ترامب، في إشارة منه، أن حماس لم تكن لتهاجم إسرائيل لو كان رئيسًا.

وقال إن العقوبات ضد إيران التي فُرضت بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018 قد كسرت إيران ماليًّا بشكل أساس، ومن المؤسف أن هذا الادعاء بعيد عن الواقع، وفق الكاتب.

وأوضح أنه من المؤكد أن تخفيف بايدن لتطبيق العقوبات سمح لمبيعات النفط الدولية الإيرانية بالانتعاش بشكل كبير، لكن إيران كانت لا تزال تمول الإرهاب والبرامج النووية وبرامج الصواريخ البالستية خلال فترة ولاية ترامب.

ولم يفوت ترامب أبدًا أي فرصة للإهانة الشخصية، وقال إن بايدن يجب أن "يترك إسرائيل تنهي المهمة.. لا يريد أن يفعل ذلك.. لقد أصبح وكأنه فلسطيني حقًّا"، على حد تعبير الكاتب.

وستحدد الأيام المقبلة ما إذا كان بايدن سيبقى المرشح الديمقراطي المفترض، لكن حتى لو فعل ذلك، فمن الصعب أكثر من ذي قبل أن ينكر أنه يواجه مشكلة سياسية خطيرة، وربما قاتلة، في وقت نادرًا ما كان فيه العالم الحر بحاجة أكبر إلى الزعامة الفعّالة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC