عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
العالم

البحر الأسود.. بين أمواج الحل وتيارات الحرب

البحر الأسود.. بين أمواج الحل وتيارات الحرب
25 يوليو 2023، 4:09 م

ترتفع أصوات التهديد والوعيد بين روسيا وأوكرانيا، مع انفراط عقد اتفاقية الحبوب الأسبوع الماضي.

وكانت روسيا أكدت أنها ستعتبر السفن المتجهة إلى أوكرانيا في البحر الأسود "ناقلات عسكرية محتملة"، واعتبار الدول التي ترفع هذه السفن أعلامها أطرافًا في النزاع.

تصريحات خطيرة تحمل في طياتها الكثير من الرسائل لأوكرانيا ومن يدعمها، ما دفع كييف للرد بتهديد مماثل إذ قالت الدفاع الأوكرانية، إن أي سفينة روسية ستبحر في البحر الأسود باتجاه روسيا ستعتبر "ناقلات عسكرية محتملة".

وما لبثت روسيا أن أعلنت إيقاف العمل باتفاقية الحبوب يوم 18 تموز/ يوليو الجاري، حتى شنت ضربات قاسية وعلى مدار أيام قالت، إنها "انتقامية" بأنواع مختلفة من الأسلحة الجوية والبحرية مستهدفة مدينة أوديسا وميناءها.

وأعلن وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي، أن 60 ألف طن من الحبوب المخصصة للتصدير والمخزنة في ميناء تشورنومورسك الأوكراني قرب أوديسا أتلفت جراء الضربات الروسية.

تأتي هذه الضربات في وقت تصر به موسكو أنها استهدفت في أوديسا مواقع عسكرية فقط كانت عبارة عن ورشات ومخازن لتنصيع القوارب المسيرة التي استهدفت جسر القرم وأخرجته عن الخدمة الأسبوع الماضي.

سيناريوهات تصعيد

ويرى مراقبون روس أن التصعيد بين روسيا وأوكرانيا بعد تهديدات الطرفين باستهداف السفن المبحرة في البحر الأسود، لن يتخطى السياق الذي يسير به، وفق أساليب الحرب الدائرة في الوقت الحالي.

لكن بحسب هؤلاء فالخطورة تكمن في حال اتخذ حلف الناتو أو واشنطن منفردة، قرارًا بحماية السفن التجارية الداخلة للبحر الأسود والتي تنقل الحبوب من موانئ أوكرانيا.

هنا ستمهد أزمة البحر الأسود الطريق إلى حرب عالمية جديدة يكون عنوانها الأمن الغذائي العالمي، ويكون الغرب متسلحًا بذريعة قوية وهي حماية سكان الأرض من الجوع.

وعمليًا أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن اجتماعًا لمجلس أوكرانيا - الناتو، سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث الوضع، بعد وقف العمل باتفاقية الحبوب، وهذا يعني بحسب المراقبين أن المجتمعين قد يتخذون قرارات ربما لن تعجب روسيا أبدًا.

في المقابل، يستبعد آخرون نظرية الحرب في البحر الأسود، معتمدين على نظرية أن من ينقل السلاح إلى أوكرانيا يمكنه إخراج القمح.

ووفق هذا الطرح يرى العديد من الخبراء الروس، أن الحبوب الأوكرانية سترى طريقًا بريًا لها بعيدًا عن البحر الأسود، على أن تنقل شحنات الحبوب من أوكرانيا إلى موانئ أوروبية ومن هناك إلى باقي أنحاء العالم، وبهذا يكون سلاح الغذاء قد فرغت ذخيرته من يد موسكو.

أخبار ذات صلة

انسحاب روسيا من "اتفاقية الحبوب".. مناورة أم توجه إستراتيجي؟

           

روسيا تعول على إطعام أفريقيا وحدها

تقاطعت كل التصريحات الروسية الأخيرة من زعيم الكرملين حتى بيانات الخارجية الروسية بأن القمة المنتظرة (أفريقيا - روسيا) المزمع عقدها بعد أيام في سان بطرسبورغ، سيكون عنوانها الأساسي إيصال الحبوب الروسية إلى القارة السمراء.

ولم تعول موسكو كثيرًا على الفائدة التجارية من توريد حبوبها إلى أفريقيا، حيث عرضت إيصالها مجانًا إلى الدول المحتاجة، إلا أن روسيا تبحث عن فوائد سياسية لهذا التوجه بحسب العديد من الخبراء الروس.

فلم ينتهِ الصراع الذي يدور منذ سنوات على من تكون له اليد الطولى في أفريقيا، فرنسا التي انفردت لأكثر من نصف قرن في هذه القارة، والتي بدأت تتراجع وتنسحب من الخريطة الأفريقية، أو روسيا والصين والهند التي بدأت منذ عقد من الزمن بإيجاد مواقع تمركز في أفريقيا من باب الاقتصاد على حساب ظل الإليزيه هناك.

لكن ما يميز الدور الروسي في أفريقيا، بحسب مراقبين هو التواجد العسكري فضلًا عن الاقتصادي، فمجموعة فاغنر التي ذاع صيتها في الفترة الأخيرة، كانت حتى تمرد قائدها يغفيني بريغوجين على الحكام في موسكو، من أقوى المجموعات العسكرية التي أخذت مكانًا لها في القارة السمراء، وما زالت كذلك على ما يبدو، رغم تمردها، مع تأكيد العديد من المصادر الروسية أن المكان الطبيعي لهذه المجموعة هو أفريقيا رغم الخلافات مع الكرملين.

وإذا نجحت روسيا بطموحها بإيصال الحبوب لأفريقيا، والسيناريوهات الأوكرانية بإيصال الحبوب برًا إلى الموانئ الأوروبية، فهذا يعني أن أمواج البحر الأسود سترافق المدمرات العسكرية ليس إلا.

وقد يكون الخاسر الأكبر من هذا هو تركيا التي تدير مضيق البوسفور المدخل والمخرج الوحيد لهذا البحر الذي يدر بعض الأموال لخزائن أنقرة من عبور السفن التجارية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC