هل "يماطل" ماكرون في تعيين رئيس وزراء جديد بتمديد "الهدنة الأولمبية"؟
يرى محللون سياسيون فرنسيون، أن تصرفات الرئيس إيمانويل ماكرون، خلف الكواليس تشير إلى رغبته في المماطلة لتمديد "الهدنة الأولمبية" وعدم اختيار رئيس حكومة جديد.
وسيشكل الحفل الختامي للألعاب الأولمبية، الأحد المقبل، نهاية الهدنة الأولمبية التي حددها ماكرون، الذي لم يعين بعد رئيسا للوزراء خلفاً لجابرييل أتال بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة.
تعليقا على ذلك، قال الباحث السياسي الفرنسي في معهد توماس مور السياسي، جون سيبفيستر مونجريني لـ"إرم نيوز" إن "ماكرون اتخذ قراراً جعل الفرنسيين يتذمرون، معتقدين أنه يريد المماطلة في مسألة تعيين رئيس للوزراء، وتعكس رغبته في مد الهدنة السياسية".
وكانت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية قد كشفت أن أعضاء الحكومة الفرنسية المستقيلة تلقوا رسالة بالبريد الإلكتروني تفيد بإلغاء اجتماع مجلس الوزراء الأخير للحكومة المستقيلة المقرر عقده يوم الاثنين المقبل، واستبداله بحفل استقبال لشكر الوزراء على دورهم في تنظيم الألعاب الأولمبية والتحضير للألعاب البارالمبية.
ورأى الباحث السياسي الفرنسي أن تلك الخطوة تعكس رغبة ماكرون في عدم إنهاء مهام الوزراء المستقيلين في الوقت الراهن.
من جهته، قال الأستاذ في معهد العلوم السياسية الفرنسي، دومنيك رينيه، لـ"إرم نيوز" إن "ماكرون يميل إلى تمديد الهدنة، ويستعد لمرحلة ما بعد الألعاب الأولمبية ليعود إلى الساحة السياسية بحكومة جديدة يجب تشكيلها واختيار رئيس وزراء".
ووفقاً لرينيه، فإنه بعد قرار إلغاء اجتماع مجلس الوزراء الأخير الاثنين المقبل، أعلن ماكرون عودته للاستجمام في الجنوب في القلعة الرئاسية في منتجع "فورت بريجانسون" لإتمام عطلته الصيفية، ما يعكس رغبته في تمديد الهدنة السياسية.
ولفت إلى أن ماكرون عدل أيضا في جدول أعماله بإعلانه الاحتفال بالذكرى التسعين لإنزال "بروفانس" التي يحتفل بها كل عام، مضيفاً أن كل تلك الفعاليات بمثابة مماطلة بتعيين رئيس وزراء جديد.
وأكد رينيه أن القرار المفاجئ بإلغاء اجتماع مجلس الوزراء، لا يحظى بقبول النخبة السياسية، بل حتى الوزراء أنفسهم، ما يزيد الضغوط على ماكرون.
وكانت صحيفة " لوبينيون" الفرنسية، قد حذرت من اختيار ماكرون لشخصية مفاجئة خارج التوقعات، على الرغم من تردد عدة أسماء على الساحة، بينها رئيس إقليم "أوت دو فرانس" زافييه برتراند، والوزير الفرنسي الأسبق برنارد كازانوف، ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، ومفاوض الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه
إلا أن ماكرون قد يفاجئ الجميع بشخصية من خارج التوقعات، بحسب الصحيفة.
