تجاوز عتبة 10 ملايين ناخب… قصة صعود اليمين الفرنسي المتطرف

يسجل اليمين المتطرف في فرنسا تقدمًا لافتًا وبوتيرة متصاعدة على امتداد السنوات الأخيرة، لكنه تجاوز عتبة 10 ملايين ناخب صوتوا له في الانتخابات التشريعية المبكرة لأول مرة في تاريخه.

ووفق متابعين، فإن هذا الصعود لم يكن مفاجئًا، بل هو نتيجة منتظرة، اعتبارًا لما حققه الحزب في السنوات الأخيرة من تقدم في عدد المقاعد في البرلمان ولما حققته القيادية البارزة فيه مارين لوبان من أرقام في الانتخابات الرئاسية.

وتمكنت لوبان من حصد أكثر من 13 مليون صوت في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية لعام 2022، حين واجهت الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، للمرة الثانية بعد انتخابات 2017.

لكن على مستوى الانتخابات التشريعية يحقق الحزب لأول مرة هذه الأرقام التي منحته 33.1 % من أصوات الناخبين حتى الآن، في انتظار ما سيحققه الحزب في الجولة الثانية الأحد المقبل.

وفي عام 2002، أحدث تأهل جان ماري لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، خلف جاك شيراك، موجة من الصدمة، وتجنّدت معظم القوى السياسية حينها للتصويت لشيراك لإسقاط خصمه اليميني المتطرف.

وكان إخفاق جان ماري لوبان في تلك الجولة الثانية للرئاسية بحصوله على 17.79% من الأصوات قد منعه من تحقيق اختراق في الانتخابات التشريعية، كما أن حزبه (الذي كان يسمى آنذاك الجبهة الوطنية) لم يكن له أي نائب في البرلمان.

وفي عام 2007، انخفض عدد ناخبي الجبهة الوطنية في الانتخابات التشريعية بشكل ملحوظ (1.12 مليون صوت)، ما دفع الحزب اليميني المتطرف إلى الوصول إلى مستوى لم يشهده منذ 25 عامًا.

لكن عدد ناخبي الحزب المتطرف عاد إلى مؤشر الصعود في الانتخابات التشريعية منذ عام 2017.

واستفاد الحزب أيضا من المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي، ليحصل على ثلث الأصوات، محققًا أفضل نتيجة حققها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، أي في المنافسة مع جميع الأحزاب الأخرى، التي حصل عليها في عام 2022 (8.13 مليون صوت).