تدخل إيراني يهمّش حضور الميليشيات العراقية في المشهد اللبناني

تصاعدت حدة الانقسام بين الفصائل والميليشيات المسلحة العراقية حول المشاركة في القتال مع ميليشيا حزب الله في لبنان من عدمه، لا سيما مع رغبة إيران بعدم التصعيد على الساحة العراقية.

ففي الوقت الذي أبدت فيه فصائل مسلحة عراقية استعدادها للقتال في لبنان، تؤكد المصادر تلاقي الرغبة الإيرانية مع توجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بعدم الذهاب نحو التصعيد، وتجنيب البلاد ويلات الحروب.

ويأتي هذا كله مع زيارة غير معلنة لقائد الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى العاصمة بغداد، إذ التقى عددًا من قيادات الفصائل والميليشيات المسلحة لمناقشة تطورات الأوضاع على الصعيد الأمني في المنطقة.

الفصائل العراقية والحرب اللبنانية

وقال مصدر بدرجة قيادي في أحد الفصائل المسلحة لـ"إرم نيوز"، إن "قائد الحرس الثوري اجتمع مع عدد من القيادات العسكرية للفصائل المسلحة العراقية حاملًا معه رسائل كثيرة، منها أوامر بتخفيض التصعيد وعدم المشاركة بالمقاتلين أو أي خطوات عسكرية في الحرب اللبنانية الإسرائيلية".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "هناك عددًا من الفصائل المسلحة تستعد لإرسال مقاتلين نحو لبنان في حال اندلعت الحرب، وبعضهم الآخر تحفظ على تلك الخطوة؛ ما أثار انقسامًا بين الفريقين، ولكن طهران حسمت الموقف بشكل عام".

وأعلنت فصائل مسلحة عراقية استعدادها للوقوف مع حزب الله في الحرب ضد إسرائيل، ومنها "النجباء، وكتائب حزب الله في العراق، وكتائب سيد الشهداء"، وغيرها.

وأعلن الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، السبت، الجهوزية الكاملة لأن يكون عناصر الحركة تحت إمرة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.

وقال الخزعلي خلال مؤتمر عام، "نعلنها أمام العالم أجمع: كل المقاومين الشرفاء، كل الأحرار، كل الشرفاء في بلدي وما أكثرهم، نحن جميعًا يا سيد حسن نصر الله جنودك وبين يديك حاضرين، لن ندفع أرواحنا وأموالنا من أجل قضيتنا الواحدة مجاهدين واستشهاديين بالعدة والعدد، ولن نكلفكم شيئًا، حتى مواكبنا الحسينية جاهزة وحاضرة وستكون معنا".

من جهته، حذر عضو المكتب السياسي لـ"حركة النجباء"، فراس الياسر، الولايات المتحدة الأمريكية خاصة من مغبة السماح لإسرائيل بتوسيع الحرب على لبنان.

وقال الياسر في حديث مختصر لـ"إرم نيوز": "إن المقاومة العراقية لن تقف مكتوفة الأيدي في حال شُنَّت حرب واسعة على لبنان، وستكون المصالح والقواعد الأمريكية في العراق وسوريا هدفًا لنا".

السوداني وضبط المليشيات المسلحة

 

وتزامنت زيارة قائد الحرس الثوري الإيراني للعراق مع مغادرة السوداني إلى نيويورك على رأس وفد رسمي للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها التاسعة والسبعين.

ويسعى السوداني، منذ فبراير/ شباط الماضي، إلى ضبط الميليشيات المسلحة العراقية والضغط باتجاه التهدئة على الساحة العراقية وعدم الانجرار وراء حرب وتبعات غزة، إذ عقد هدنة استمرت لأشهر كثيرة مع الفصائل المسلحة، التي توقفت عبرها الهجمات الصاروخية تجاه البعثات والقوات الأمريكية في العراق.

وكشف مصدر سياسي مقرب من مكتب رئيس الوزراء العراقي لـ"إرم نيوز" عن حراك مكثف أجراه السوداني خلال الأيام الأربعة الماضية، بهدف إقناع الفصائل بعدم التصعيد في حال اندلعت الحرب جنوب لبنان.

وأضاف المصدر أن "وسطاء، وعلى مدى أيام التقوا مع كثير من قادة الفصائل لثنيها عن المشاركة في أي حرب، وتجنيب العراق ويلات معركة مفتوحة قد تؤثر حتى في النظام السياسي برمته".

وكشف المصدر عن نية "رئيس الوزراء العراقي لقاء عدد من المسؤولين الأمريكيين في نيويورك في مساعٍ حثيثة لحث الولايات المتحدة الأمريكية على الضغط على إسرائيل للتهدئة وعدم جر المنطقة إلى الحرب".

ومن الجدير بالذكر أن الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل وصلت ذروتها بعد تفجيرات "البيجر" واغتيال القيادي العسكري في حزب الله، إبراهيم عقيل، وعدد من قيادات وحدة الرضوان، وشن حزب الله هجومًا واسعًا بالصواريخ من الصباح الباكر مستهدفًا أهدافًا داخل العمق الإسرائيلي.