نسب تسجيل متدنية.. هل يقاطع الليبيون الانتخابات البلدية؟

سجّلت ليبيا نسب تسجيل متدنية للانتخابات البلدية التي ستكون اختبارًا لجاهزية البلاد لإجراء انتخابات عامة طال انتظارها؛ فقد كشفت المفوضية العليا للانتخابات، أن نسب التسجيل، بلغت نحو 120 ألفًا فقط في استحقاق سيجرى على مرحلتين، معتبرة أن الرقم "متواضع". 

وأثار الرقم، تساؤلات عن ما إذا كانت هذه الانتخابات ستشهد عزوفًا، خاصة أن فتح باب التسجيل تمَّ منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، في بلد يكافح للخروج من الأزمة السياسية والأمنية التي سقط فيها، منذ عام 2011.

الاستحقاق البلدي

وفي هذا الصدد، قلّل المرشح الرئاسي سليمان البيوضي من المخاوف التي طرحتها عدة أوساط سياسية ليبية بشأن إمكانية أن يكون هناك عزوف كبير في الاستحقاق البلدي.

وقال البيوضي لـ"إرم نيوز''، إنه "لا يمكن الحكم قبل انتهاء مدة التسجيل؛ فمن المتوقع أن يزداد إقبال المواطنين في الأيام الأخيرة، والأهم في التقييم هو عدد الناخبين في البلديات المستهدفة بإجراء الانتخابات فيها".

وأضاف "سأتحدث عن بلدية مصراتة، فبالمقارنة بالعمليات الانتخابية السابقة وبفرض أن كل من سجلوا سيذهبون للتصويت؛ فإننا نقترب من الرقم ذاته الذي ذهب لصناديق الاقتراع في 2020، لذلك لا يمكن الجزم بالعزوف إلا بتقييم حقيقي يستند إلى الأرقام لا التوقعات، وبعد إقفال منظومات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات".

خيبة أمل

لكن المحلل السياسي حسام الدين العبدلي، عدّ أن "الليبيين، مما لا شك فيه، أصيبوا بخيبة أمل كبيرة ممن انتخبوهم سواء في البلديات في السابق، أو في البرلمان أو في أي استحقاق انتخابي، لذلك هذه الخيبة ستسبب عزوفًا بالفعل. والآن يرى المواطنون أن مصيرهم بيد الساسة وأيضًا الدول الأجنبية المتدخلة في الصراع الليبي".

وأضاف العبدلي لـ"إرم نيوز" أن "ما نراه الآن من تدهور للأوضاع المعيشية والاقتصادية يجعل المواطنين يرون بأن الانتخابات البلدية لن تغير في حياتهم شيئًا، سواء انتخبوا مجالس جديدة، أو لم ينتخبوا، وتركيزهم منصب على الانتخابات البرلمانية والرئاسية، الشعب الليبي يمكنه الجزم بأنه يريد فقط تحسين أوضاعه المعيشية والخروج من هذا النفق المظلم".

عزوف عن الانتخابات

وأكد أن "هذا سيتسبب بعزوف شديد عن الانتخابات البلدية، رغم أن استحقاق 2021 قد حظي بتسجيل كبير من الليبيين الذين حاولوا اختيار من سيكون في المشهد في المرحلة المقبلة".

وأضاف "أعتقد أن مفوضية الانتخابات تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية ومجرد تعبئتها الآن للانتخابات البلدية إلهاء لليبيين، حتى لا يعيدوا طرح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".

وأنهى العبدلي حديثه، قائلًا: إن "الانقسام السياسي لا يمنع إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".

يشار إلى أن ليبيا ستُجري انتخابات بلدية على مرحلتين، الأولى ستشمل 60 مجلسًا بلديًّا، والثانية 64 مجلسًا آخر، وسط مخاوف من مقاطعة في ظل تدني نسب التسجيل.