ترامب: إذا انسحب زيلينسكي من "اتفاقية المعادن" فإنه سيواجه مشاكل كبيرة
تعد الساحة الواسعة التي تفصل بين مسجدي "آيا صوفيا" و"السلطان أحمد"، العريقين، في وسط إسطنبول القديمة، أكبر وأشهر مكان لسكان المدينة وزوارها للإفطار الجماعي في شهر رمضان المبارك.
وعلى مدار الشهر الفضيل، تكتظ الساحة التي تضم مساحات عشبية واسعة ومقاعد خشبية ومصاطب حجرية بالصائمين والمفطرين من سكان إسطنبول، والزوار والسياح الكثر الذين يتوافدون عليها على مدار العام.
فقد باتت الساحة معلمًا ذا خصوصية خلال رمضان بسبب طقوس الشهر الفضيل البارزة فيها، بجانب مكانتها التاريخية، حيث تتوسط مسجدين عريقين يرتبطان بتاريخ المدينة منذ 1500 عام.
وقبل الإفطار بساعات يبدأ توافد الصائمين على الساحة، ليفترشوا الأرض العشبية وينظموا جلساتهم بجانب عدد آخر من السياح والزوار الموجودين في المكان من قبل، لتجربة لحظات الإفطار وإعلان نهاية يوم رمضاني بشكل غير تقليدي.
إذ يبدأ الإفطار بأذان المسجدين المتقابلين، آيا صوفيا الذي يعود للحقبة الرومانية، وهو كاتدرائية في الأصل، ومسجد السلطان أحمد أو المسجد الأزرق، والذي يعود للحقبة العثمانية.
وبالتزامن مع بدء الأذان، ينطلق مدفع الإفطار، أو ما يعرف باسم "طوب رمضان" باللغة التركية، من مدفع قديم يشرف عليه مختصون يرتدون ملابس عسكرية، في تقليد قديم يعود للحقبة العثمانية، وانتشر في كثير من بلدان العالم العربي والإسلامي.
ويتجمع عدد كبير من الموجودين في الساحة، حول مدفع الإفطار، لمشاهدة تلك التجربة وتوثيقها، حيث اختفى مدفع رمضان من غالبية دول العالم الإسلامي.
كما تحولت غرفة زجاجية للبث التلفزيوني المباشر، لأحد معالم ساحة الإفطار، حيث يتجمع الناس حولها ليظهروا على بث القناة التركية الأولى (TRT1) التي يتابعها عدد كبير من الأتراك، لا سيما في فترة قبيل الإفطار الذي يُعلن عبرها وفق توقيت جميع المدن التركية.
ووسط صخب المكان، يشكل الصمت الذي يعقب مدفع رمضان، علامة مميزة للساحة، حيث ينهمك الجميع بتناول الطعام، بينما تسمع أصوات ارتطام المعالق بالأطباق فقط في قلب المدينة المزدحمة التي قلما تهدأ.
وتقام في الساحة موائد إفطار جماعية مجانية، تشرف عليها ولاية إسطنبول، كما توزع بلدية المنطقة وجبات مجانية أيضًا لمن يرغبون بالإفطار في الساحة بين الناس، ولم يحضروا معهم طعامهم من المنزل.
وتوفر تجربة الإفطار في الساحة، أداء صلاة التراويح في أحد المسجدين المتجاورين، بينما تمتد جلسات العائلات حتى وقت متأخر من الليل، لا سيما مع بقاء الكثير من المطاعم والمتاجر مفتوحة أمام الزبائن.
وشهد شهر رمضان الحالي، إقبالًا كبيرًا على ساحة الإفطار، حيث لا يزال موعد الشهر الفضيل يصادف أجواء ربيعية مقبولة في غالب الأيام، تتيح الجلوس في الأماكن المفتوحة، قبل حلول الصيام في فصل الشتاء خلال السنوات القادمة.