الخارجية الروسية: نبحث مع واشنطن معايير اتفاق جديد لمبادرة البحر الأسود
يعيش السوريون فرحة بـ"لحظة تاريخية" في البلاد، بعد استيقاظهم على نبأ إسقاط نظام الأسد بشكل غير متوقع، إلا أنها لحظة تشوبها العديد من المخاوف والتساؤلات بشأن شكل المستقبل، الذي بقي فارغًا من سدة الحكم ومن طبيعة نظامه القادم.
الفصائل المسلحة، التي أتت بغالبيتها من خلفيات إسلامية، تثير مخاوف جمة من أن يكون في نيتها تشكيل "حكم إخواني"، خاصة مع ظهور بوادر كـ"عَلم الشهادة"، الذي كان جنبًا إلى جنب مع "عَلم الاستقلال" في المظاهر الرسمية للسياسيين الجدد.
لكن العَلم -ليس الإشارة الوحيدة - الذي أقلق السوريين، بل ما بثه التلفزيون السوري مع أولى صباحات الحكم الجديد.
السوريون، المعروفون بشكل خاص بإخلاصهم للمطربة فيروز، الذي طبع صوتها صباحات دمشق والبلاد طوال عقود، لم تغب يومًا عن إذاعات سوريا أو تلفزيونها الرسمي، إلى درجة أنّ معظم السوريين لا يمكنهم بدء نهارهم دون سماعها، غاب صوتها عنهم لأول مرة، مع الكثير من مظاهر الحياة الأخرى، منذ إسقاط نظام الأسد.
ولأول مرة منذ عقود، يغيب صوت فيروز عن السوريين، حين استيقظوا فجأة على "الأناشيد الدينية"، الذي بثها التلفزيون السوري، لمجموعة من الرجال "غريبي المظهر"، بدا أنهم تابعون "للفصائل المسلحة"، قبل أن يخرج أطفال كذلك يرددون أناشيد دينية مثل النشيد العسكري، بصوت واحد، كأنما خطاب موجه واحد، وقد تم فرضه فرضًا.
ومع تعطل جميع وزارات ومؤسسات الدولة، إثر الوضع الحالي، يبقى الباب مفتوحًا على أسئلة لا تنتهي عما سيؤول إليه المستقبل.
ورغم التطمينات المتكررة لقائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"، للشعب السوري. لكن المؤشرات لا تشير إلى عودة قريبة لصوت فيروز.
وحتى صباح جديد يستيقظ عليه السوريون، وعهد جديد لتلفازهم الرسمي، ستظل فيروز مثل مستقبل سوريا، حاضرة غائبة حتى إشعار آخر.