وزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق

logo
منوعات

أحمد طيباوي لـ" إرم نيوز": الأدب الجزائري لم ينل ما يستحق من اهتمام

أحمد طيباوي لـ" إرم نيوز": الأدب الجزائري لم ينل ما يستحق من اهتمام
الكاتب الجزائري أحمد طيباويالمصدر: متداولة
03 يناير 2025، 7:45 ص

يعد الكاتب أحمد طيباوي أحد أبرز الأسماء على الساحة الجزائرية فيما يتعلق بجيل الوسط من أدباء الرواية والسرد عموما. وتطرح روايته الأخيرة "الحب عربة مهترئة" تساؤلات حول مصير الإنسان وخياراته انطلاقا من هذا التساؤل: ماذا لو أتيح لأحدنا أن يغير مسار حياته، ويختار بدائل أخرى لها كأنه يبدأ من جديد؟

صدر لأحمد طيباوي من قبل روايات "باب الوادي"، "اختفاء السيد لا أحد"، "موت ناعم"، "مذكرات من وطن آخر"، كما حاز عدداً من الجوائز مثل "جائزة نجيب محفوظ للأدب" و"جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي"، فضلاً عن جائزة "رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب".

e552c434-71e4-4a86-a85c-b6cffa461e01

التقى فريق "إرم نيوز" الأديب الجزائري وطرح عليه عددا من التساؤلات، سواء فيما يتعلق بتجربته الإبداعية أو قضايا الثقافة بشكل عام. 

تحمل روايتك الأخيرة "الحب عربة مهترئة" رثاء لما أسميته بـ"جيل الخيارات المحدودة" الذي يعاني من أشياء كثيرة مفروضة عليه..ما أسباب نشأة هذا الجيل في الواقع الاجتماعي العربي؟ 

مزيج من كل شيء تقريبا، هناك قيود كثيرة تجعل اختياراتنا الفردية والمجتمعية محدودة، تتباين الحدود باختلاف الحالات والسياق بطبيعة الحال، لكنها موجودة في المجمل وضاغطة علينا بشدة. 

فكرة حرية الاختيار التي تجاوزها العالم كله تقريبا ما زالت غير متاحة عندنا، وعندك أيضا علاقتنا بالماضي التاريخي والديني، وهناك قيود الوضع المعيشي ومستويات الدخل البائسة للفرد العربي باستثناء دول قليلة.

وهذه مجرد عينة، مع كل هذه الإكراهات من الطبيعي ألا تكون أمامنا اختيارات كثيرة ولن يتاح لنا ترف المفاضلة بينها.

أخبار ذات علاقة

أحمد طيباوي: أكتب لأقارب الإنسان لا لأحاكمه

كيف جاءتك فكرة الرواية؟ 

لا أعرف تحديدا من أين تأتي هذه الفكرة أو تلك، أظن أن أشياء كثيرة تترسب وتختمر في عقل الكاتب ووجدانه ثم تصل لمستوى من الأثر بداخله، فتخرج في شكل فكرة رواية أو جزء منها. القراءة والتجارب الشخصية أو المشاهدة لهما دور كبير في هذا. 

هذا بشكل عام، أما بالنسبة لهذه الرواية تحديدا، الحب عربة مهترئة، فكانت البداية من سؤال يبدو عبثيا أو بلا إجابة، ماذا لو أتيح لأحدنا أن يغير مسار حياته، ويختار بدائل أخرى لها كأنه يبدأ من جديد. 

وبطل روايتي هذه، في لحظة حاسمة من حياته في مواجهة الموت، يعيد التفكير فيما عاشه وما سوف ينجر عليه، ويتأمل علاقته بالآخرين، ثم يذهب إلى حد التفكير في الحياة لو هو رحل عنها. عمدت في هذا النص التجريب في الشكل والأسلوب وأيضا في المضمون والدلالات.

متى يصبح الحب "عربة متماسكة" وليست مهترئة؟

لا أعرف تحديدا، لم ألبس ثوب الحكيم في هذه الرواية وعموما لست ممن ينبرون لإعطاء دروس للآخرين في الحياة. طرحت أفكارا وحالات إنسانية، أتقاسمها مع القارئ بالشكل الفني والأدبي الذي أطمع أن يرضيه، غايتي أن نعيد التفكير في موانع وقيود متوهمة، اعتبرناها حتميات لا هروب منها.

حصلت على العديد من الجوائز مثل "جائزة نجيب محفوظ للأدب" و"جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي"، كيف ترى جدل الجوائز الأدبية في العالم العربي؟ 

ليست سيئة بالمطلق، هناك من يرى بأن الآداب والفنون قد تم تسليعها، بالنظر لطرح المقابل المادي نظير ما هو فني وقيمي، وظهور الكتّاب النجوم والأكثر مبيعا، لكن الجوائز ليست بدعة في الرواية، هناك جوائز في كل المجالات: البحث الأكاديمي والعلوم والرياضة.

وحتى كبار الشعراء العرب كانوا يتبارون فيما بينهم ليحظوا بعطايا وهدايا من ذوي السلطان والوجهاء. الجدل حولها طبيعي ومشروع، وتطرح أسئلة حول كيفية جعلها تخدم الأدب والإبداع الحقيقي، لجهة الأطراف الممولة وكفاءة وحيادية المحكمين ومعايير اختيار الروايات.

أخبار ذات علاقة

الجزائري أحمد طيباوي يتوج بجائزة نجيب محفوظ للأدب

هل لديك تحفظات على واقع الجوائز الكبرى في حياتنا الثقافية؟ 

أفرزت الجوائز لجمهور الأدب نصوصا جميلة وقوية، وأعطت دفعة لكثير من الموهوبين الذين كانوا مغمورين، لكن ليست كل النصوص المتوجة تستحق، يعزو بعضهم ذلك لكون القراءة ذاتية ولجنة التحكيم لها وجاهة اختيار هذه الرواية أو تلك، ومع ذلك فإن الروايات المتوسطة أو البائسة ستبقى كذلك مهما نالت من جوائز.

كيف ترى المشهد الروائي في الجزائر حاليا؟

تصدر روايات كثيرة كل سنة، إذا اعتبرنا أن كل ما يطبع في هذا الباب رواية حقا، بعضها جيد أو متوسط. هناك استسهال ما في هذا الصدد، لكن لدينا أقلاما تكتب بشكل بديع، من الأسماء المكرسة والجديدة. أتصور أننا نتجه لنضج أكبر فيما يكتب ضمن فن الرواية.

رغم امتلائه بالأصوات الموهوبة، لماذا يبدو حضور الأدب الجزائري خافتا على الساحة العربية ككل؟

لا أتفق في كونه خافتا، ربما حاضر بأقل مما يستحقه. الأسباب كثيرة يتعلق بعضها بالأداء التعيس الذي تقدمه بعض مؤسساتنا الثقافية والإعلامية، وبرأيي أن هذا الوضع يتغير تدريجيا في السنوات الأخيرة بفضل شبكات التواصل وإنجازات الروائيين وجهودهم.

هل نال الأدب الجزائري ما يستحقه من اهتمام إعلامي ونقدي، برأيك؟ 

ليس تماما، ومع ذلك فالحال متشابه في الأقطار العربية، هناك اكتظاظ في المشهد الأدبي، الكثير من الروائيين والروائيات وعدد كبير من الإصدارات، وليس من المتوقع أن تحظى كل الأعمال بالاهتمام النقدي والإعلامي نفسه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات