مقتل المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع في قصف على مخيم جباليا شمال قطاع غزة
تتدرج بيوتها ذات اللون الأبيض على سلسلة "جبال الريف"، كما لو كانت طيورا تعانق السماء وتتطلع إلى البحر المتوسط في لوحة خلابة رسمتها يد الطبيعة ببراعة مدهشة.
إنها تطوان، واحدة من أجمل مدن المغرب وشمال أفريقيا قاطبة، تبدو كأنها قطعة من الحضارة الأندلسية التي تفوح بعطر السحر القادم من إسبانيا والذي يتجلى عبر الطرز المعمارية، والطعام، وملابس النساء، والموسيقى.
بدأ الطابع الأندلسي يكسو ملامح المدينة منذ نهاية القرن الخامس عشر حين توافدت عليها موجات متوالية من مسلمي ويهود الأندلس الذين اضطرتهم الظروف لمغادرة بلادهم إثر سقوطها عام 1492.
تحولت المدينة على مر السنين إلى جسر بين الثقافتين العربية والغربية وهمزة وصل بين إسبانيا والمغرب في العادات والتقاليد والموشحات الأندلسية وحفلات الأعراس.
كما يتجلى الطابع الأندلسي، وتحديدا المتأثر بمدينة غرناطة، في المعمار الداخلي للبيوت وجدران القصور ونوعية الحلي.
اختلفت المصادر التاريخية في سبب تسمية تطوان بهذا الاسم، لكن الرأي الأكثر ترجيحًا هو أنها كلمة أمازيغية تعني "عيون الماء" أو "السواقي" والتي تعد من معالم المكان.
وينطق السكان المحليون اسمها أحيانا بصيغة "تطاون" أو "تطاوين"، لكنها تظل في كل الأحوال رمزا للسلام والتعايش حتى إنها اتخذت من الحمامة البيضاء شعارها المفضل ورغم أن المدينة اكتسبت هويتها الحالية من هجرات المسلمين واليهود الإسبان إليها في القرن الخامس عشر، بيد أن تاريخها القديم يعود إلى نحو 300 عام قبل الميلاد حين وضع الفينيقيون لبِنتها الأولى.
دخلت المدينة لاحقا في تبعية الإمبراطورية الرومانية، حيث كانت حصنا عسكريا منيعا لصد غارات الأعداء المحتملة، كما تزينت بالقلاع الحربية المهيبة وليس مصادفة أن أبرز معالم المدينة تتمثل حاليا في الحي القديم بأزقته العتيقة، فضلا عن المتاحف التاريخية والأسواق التقليدية، وكذلك الشواطئ والقرى الجبلية.