إعلام عبري عن مصدر سياسي: إسرائيل ستناقش إنهاء الحرب إذا وافقت حماس على مخطط ويتكوف
يستلهم الفيلم المغربي "المرجة الزرقاء" قصة حقيقية لشاب مكفوف حُرم من نعمة "البصر" لكن الله أنعم عليه بنعمة "البصيرة" والرهافة والإحساس، فانطلق ليبدع في آخر مجال متوقع لمن في مثل ظروفه وهو التصوير الفوتوغرافي.
مراهق أعمى وجد يعاني من آلام مبرحة بالظهر نتيجة حادث مروري قديم، هكذا يتشكل أبرز ملامح البناء الدرامي للفيلم الذي يعزف على وتر الطبيعة والصمت الذي هو أبلغ من الكلام من خلال استعراض خصوصية المكان في الجنوب المغربي وما يتسم به من سحر، وخصوصية، ثقافية، وجغرافية.
ينطلق البطل المراهق في رحلة البحث عن بحيرة زرقاء مسحورة، لكن جمال الشريط السينمائي يكمن في رمزية تلك البحيرة وتجاوزها للمعنى المادي المباشر المحسوس إلى ما يشبه البحث عن معنى للحياة، والإيمان بوجود عالم من المُثل على طريقة "المدينة الفاضلة".
ويتعرض "المصور الكفيف" للسخرية من الجميع الذين يمطرونه بوابل من الأسئلة حول جدوى ما يفعله، وكيف يلتقط المناظر والوجوه والملامح وهو لا يراها أصلاً.
ويرفع البطل شعار التجاهل في مواجهة واقع سلبي كل ما فيه يدعو إلى الإحباط، مُراهنًا على ثقته الداخلية بنفسه، وإيمانه بموهبته، حيث يترفع عن الواقع الضيق، ويفتح نافذة الأمل لتطل على عالم خفي من الروحانيات، والتفاؤل.
ويراهن الشريط السينمائي على خلق مزيج من المتعة البصرية والسمعية من خلال الصور الطبيعية والأزياء والعادات والتقاليد، فضلاً عن توظيف التراث الموسيقي الثري، وهو ما يشتهر به عموما المخرج المغربي داوود أولاد السيد وظهر في أعماله السابقة مثل "باي باي سويرتي"، "عود الريح"، "في انتظار بازوليني"، "الجامع"، "كلام الصحرا".
وكشف داوود أولاد السيد، في تصريحات للصحافة المحلية على هامش عرض الفيلم بمهرجان مراكش السينمائي الدولي مؤخرًا، عن أنه استلهم فكرة هذا العمل من قصة حقيقية.
وأوضح أنه عندما كان يصور أحد أفلامه وسط الصحراء، شاهد ذات صباح باكر حافلة تحمل عشرات المكفوفين فتساءل عن سبب زيارتهم إلى المنطقة، ليكتشف بعد ذلك أنهم يزورون "مرجة"، أي بحيرة، هناك ومنهم شخص مكفوف يحمل كاميرا ويصور ما يحس به.
وتعد "المرجة الزرقاء" واحدة من أشهر البحيرات والمحميات الطبيعية بالمغرب والتي تشتهر بطيورها وأسماكها النادرة.
ويشارك في بطولة الفيلم: محمد خيي، حسناء طمطاوي، يوسف قادير، عز العرب الكغاط، عبد الحق صالح.
