الهلال الأحمر الفلسطيني: 7 قتلى إثر غارة إسرائيلية على سيارة بدير البلح في غزة
تعود السبحة للظهور في المجالس العائلية وعقب صلوات الجماعة في المنازل والمساجد، بشكل لافت في شهر رمضان المبارك، إذ تبدو أشبه بزينة محببة خاصة بالشهر الفضيل.
شبان ورجال من مختلف الأعمار، تزين السبحة أيديهم في مسيرهم وفي جلوسهم، مع حرص كثيرين على أن تبقى ظاهرة بدلاً من إخفائها في الجيوب.
والسبحة التي تبدو زينة خاصة بالرجال، لها حضورها اللافت في مجالس النساء خلال الشهر الفضيل، وبهدف واحد، هو إحصاء الأذكار والأدعية والركعات.
ولا تقتصر شعبية السبح على دولة محددة، بل تشمل العديد من الدول العربية والإسلامية، من مصر إلى الخليج العربي والعراق والشام وتركيا وإيران.
ومن اللافت أن كل ذلك الحضور الذي ينعكس في ألوان السبح بأيدي حامليها، باقٍ رغم المنافسة القوية من مظاهر الحياة المعاصرة والتقنيات التي جاءت معها.
حيث باتت السبحة الإلكترونية الصغيرة منافسة للسبح التقليدية ذات الخرز والخيوط، بما تتسم به من رخص في الثمن وصغر في الحجم ودقة في الحساب لمن يستخدمونها للعبادات.
والمنافسة تشمل التطبيقات المتوفرة على الهواتف، والتي تتيح لحامل الهاتف إحصاء أذكاره وأدعيته بضغطة واحدة على الشاشة، دون أن يتخلى عن هاتفه الذي بات جزءاً لا يتجزأ من حياة الناس.
كما تشمل المنافسة، السبح التجارية المستوردة، والتي تصنع بشكل آلي من البلاستيك، وبكميات كبيرة رخيصة الثمن، فيما للسبح التقليدية طرق تصنيع يدوية ليست بالسهلة ومواد خام مرتفعة الثمن.
لكن كل تلك المنافسة لم تستطيع تغييب السبح التقليدية، لا بل زاد حضورها، حيث وصلت معارضها ومزاداتها مواقع التواصل الاجتماعي التي تستهوي كثيراً من المتابعين.
كما تحافظ ورشات تصنيع السبح على مكانتها في القاهرة وبغداد والشام وإسطنبول، إذا لا يزال زبائن السبح المصنوعة يدوياً كثراً طالما أنها تتوفر بأسعار في متناول الجميع، فملمسها ورائحتها مغرٍ لهم مقارنة بالسبح البلاستيكية.
لكن شراء سبحة مصنوعة من خشب الأبنوس ببضع دولارات ليس إلا الحد الأدنى في ذلك السوق، وصولاً إلى آلاف الدولارات في السبح المصنوعة من مواد ثمينة، بينها الكهرمان، تلك المادة الطبيعية غالية الثمن التي ارتبط اسمها بالسبح الثمينة.
وفي دول الخليج العربي، حيث مستوى دخل الفرد مرتفع، وجدت تلك السبح الثمينة بيئة مناسبة لها، حيث يقتنيها الرجال، وتنشأ بينهم وبين سبحهم علاقة وثيقة، تصل حد التمسك بها وعدم بيعها بعروض أرباح مغرية.
صمدت السبح، لا بل ازدهرت في بعض المناطق والأحيان، بفضل تأقلمها مع متغيرات العصر، فقد استفاد صُناعها من التطور التقني ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج والبيع بدلاً من الاستسلام للسبح التجارية البلاستيكية، والسبح الإلكترونية.
كما ساهم تنوع الثقافات التي انتشرت فيها السبح، في بقائها حاضرةً بقوة، فتارة هي زينة للرجال، ووسيلة للأذكار والأدعية، وهدية في مناسبات عديدة، سيما الدينية منها، وحتى وسيلةً لجلب الحظ، أو التخفيف من التوتر والضغط عند بعض عشاقها.