الخارجية الأمريكية: روبيو والصفدي ناقشا فرص توسيع التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات
كشفت دراسة حديثة، نشرت في دورية الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA)، عن علاقة قوية وحاسمة بين السلوك الخامل وزيادة خطر الإصابة بالخرف.
واستندت الدراسة إلى بيانات من بنك البيانات البريطاني (UK Biobank) وأجهزة قياس التسارع للمشاركين، وأظهرت أن الأفراد الذين تجاوزوا سن الـ 60 ويعانون الخمول المستمر، مثل الجلوس لأكثر من 10 ساعات يوميًا، يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بالخرف مقارنةً بأقرانهم الأكثر نشاطًا.
وقاد الدراسة البروفيسور ديفيد رايكلين من جامعة كاليفورنيا في جنوب كاليفورنيا (USC)، والبروفيسور جين ألكسندر من معهد ماكنايت للدماغ بجامعة أريزونا، لدراسة العلاقة المعقدة بين السلوك الخامل وبداية الخرف.
وعرفت الدراسة السلوك الخامل بأنه الأنشطة التي تتم أثناء الاستيقاظ وتتميز بانخفاض استهلاك الطاقة أثناء الجلوس أو الاستلقاء، مثل مشاهدة التلفزيون، القراءة، أو الجلوس لفترات طويلة أمام المكتب.
وأوضح البروفيسور رايكلين أن العلاقة بين السلوك الخامل والخرف غير خطية، حيث لا يظهر خطر كبير إذا كانت فترات الجلوس قصيرة.
ومع ذلك، فإن الخطر يزيد بشكل ملحوظ بعد 10 ساعات من السلوك الخامل يوميًا، مع زيادة بنسبة 8% عند 10 ساعات و63% عند 12 ساعة.
على الرغم من أن الدراسة تقدم أدلة قوية على العلاقة بين السلوك الخامل والخرف، إلا أن الآليات الدقيقة وراء هذه العلاقة لا تزال غير واضحة.
وأشار الباحثون إلى الحاجة لإجراء مزيد من الدراسات لفهم العمليات البيولوجية التي تؤثر في هذا الرابط.
وقال البروفيسور رايكلين إن انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ أو الروابط بين السلوك الخامل والأمراض القلبية والتمثيل الغذائي قد تساهم في زيادة خطر الخرف، كما ركز الباحثون على ضرورة التحقيق في تأثير التغيرات في طول التيلومير على الخرف.
ورغم الفائدة الكبيرة التي تقدمها هذه الدراسة، إلا أنها تحمل بعض القيود، مثل قياس طول التيلومير مرة واحدة فقط في بداية الدراسة، مما يحد من قدرة الباحثين على فحص تأثير التغيرات فيه على الإصابة بالخرف.
كما أن الدراسة اعتمدت على سجلات صحية إلكترونية لتشخيص الخرف، ما قد يسبب نقصًا في احتساب الحالات غير المشخصة أو الأقل حدة، علاوة على ذلك، فإن الطبيعة الملاحظة للدراسة تفرض الحذر عند استنتاج العلاقة السببية.
وعلى الرغم من هذه القيود، توفر الدراسة رؤى هامة حول العلاقة بين السلوك الخامل والخرف، مما يمهد الطريق لفهم أفضل للعوامل التي قد تسهم في الإصابة بالخرف ويوفر أملًا في تطوير استراتيجيات وقائية للحد من تأثيره.