مسعفون: غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة تقتل ما لا يقل عن 100 فلسطيني
أثبتت دراسة جديدة، نُشرت في المجلة الدولية للطب النفسي لكبار السن، أنّ العزف على الآلات الموسيقية يُعدّ وسيلة فعّالة للحفاظ على صحة الدماغ مع التقدّم في العمر.
وأظهرت الدراسة، التي أجريت على 1107 مشاركين في المملكة المتحدة تجاوزوا الأربعين عاماً بمتوسط عمر 67.8 سنة، أنّ الأشخاص الذين يملكون خلفية موسيقية أظهروا أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة والوظائف التنفيذية مقارنة بمن لا يمارسون الموسيقى.
ويُشير الدكتور غاري سمول، اختصاصي الذاكرة والشيخوخة في مركز هاكنساك ميريديان الصحي، إلى أنّ "التدريب الموسيقي يدعم صحة الدماغ عبر تحسين الذاكرة وتقليل خطر التدهور العقلي المرتبط بالعمر".
الدراسة، التي قادتها الباحثة آن كوربيت، وجدت أنّ العزف على الآلات الموسيقية القائمة على لوحة المفاتيح، مثل البيانو، كان له الأثر الأكبر على الذاكرة والوظائف التنفيذية، بينما تأتي الآلات النحاسية والخشبية في المرتبة التالية.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر المشاركون الذين يغنّون في مجموعات اجتماعية تحسناً في مهاراتهم المعرفية، ما يعكس أهمية التواصل الاجتماعي في دعم صحة الدماغ.
ويوضح الدكتور أرمان فشراكي-زاده، اختصاصي الأعصاب والسلوك في كلية الطب بجامعة ييل، أنّ العزف الموسيقي يعزّز "الوظائف التنفيذية"، وهي القدرات التي تشمل التنظيم، تعدّد المهام، وإدارة الأولويات. وأضاف أنّ الموسيقى تساهم في بناء ما يُعرف بـ"الاحتياطي المعرفي"، وهو عامل أساسي في الوقاية من الأمراض العصبية.
أما الدكتورة غولناز يادوللاي خاليس، اختصاصية الأعصاب في مركز سيدرز-سيناي، فتشير إلى أنّ المرضى الذين يمارسون الموسيقى أظهروا وظائف معرفية أفضل مقارنة بنتائج التصوير الدماغي، حتى في حالات ضمور الدماغ المرتبطة بالخرف.
كما أشارت الدراسة إلى أنّ النشاط الموسيقي لا يقتصر على الفائدة المعرفية فقط، بل يشمل أيضاً تعزيز الصحة العاطفية والاجتماعية.
وتقول الباحثة كوربيت: "الموسيقى نادراً ما تُمارَس بشكل فردي، إذ ترتبط غالباً بالتفاعل مع الآخرين، سواء مع المعلّمين أو في مجموعات العزف".
وعلى الرغم من أنّ العوامل الوراثية تلعب دوراً في احتمالية التدهور المعرفي، تؤكد الدكتورة "خاليس" أنّ بناء الاحتياطي المعرفي طوال الحياة يمكن أن يبطئ تقدم الأمراض العصبية. لذا، تُعتبر الموسيقى استراتيجية شاملة تجمع بين التعلّم، التفاعل الاجتماعي، والصحة العاطفية، ما يجعلها أداة فعّالة لحماية الدماغ في جميع مراحل الحياة.