يعدُّ تجلط الأوردة العميقة (DVT)، الذي يُشار إليه بـ "متلازمة الدرجة الاقتصادية"، حالة طبية يمكن أن تؤثر في الركاب في درجات السفر الجوية جميعها.
وعلى الرغم من اسمها، وبحسب تقرير نشره موقع CNBC، يمكن أن يحدث تجلط الأوردة العميقة بصرف النظر عن درجة الجلوس في الطائرة، ما دام هناك مدة طويلة من عدم الحركة.
متى تحدث؟
ويحدث تجلط الأوردة العميقة عندما تتشكل جلطات دموية في واحد أو أكثر من الأوردة، عادة في الساقين.
وفقًا للدكتور بيناكين بارخ، استشاري أمراض القلب في مركز "هارلي ستريت" للقلب والأوعية الدموية في سنغافورة، فإن مدة طويلة من عدم الحركة، مثل تلك التي تحدث خلال الرحلات الجوية الطويلة، تزيد خطر تطوير هذه الحالة.
وقال الدكتور بارخ: "من الناحية النظرية، قد يكون لدى الركاب في درجة رجال الأعمال أو الدرجة الأولى مساحة أكبر للتحرك والتمدد، ولكن خطر تجلط الأوردة العميقة ليس مقصورًا على ركاب الدرجة الاقتصادية".
ويؤكد الدكتور بارخ أن تجلط الأوردة العميقة لا يميز بين درجة السفر أو التكرار، وقال: "لقد عالجت مرضى أصيبوا بتجلط الأوردة العميقة حتى في أثناء السفر في درجة رجال الأعمال، فالخطر هو بشكل خاص إذا ظل المسافر ثابتًا طوال الرحلة"، وأضاف "حتى رحلة واحدة يمكن أن تشكل خطرًا إذا لم يتحرك المرء".
وعادة ما يظهر تجلط الأوردة العميقة من خلال أعراض مثل الألم والتورم وتغير لون الجلد والشعور بالدفء في المنطقة المصابة، ومع ذلك قد لا يعاني بعض الأفراد من أي أعراض إطلاقًا، وفقًا لمستشفى مايو.
ماذا يفاقم الحالة؟
ويمكن أن تزيد بعض العوامل، بما في ذلك السمنة والعمر فوق 60 عامًا واستخدام حبوب منع الحمل أو العلاج بالهرمونات والتدخين، خطر تجلط الأوردة العميقة.
ويسهم السفر الجوي في هذا الخطر، إذ يقدر الدكتور بارخ أنه لكل 5000 رحلة، يمكن أن يصاب أحد الركاب بتجلط الأوردة العميقة بسبب ظروف السفر، وأن الرحلات الطويلة التي تُعرف تقليديًّا بأنها تلك التي تستمر ثماني ساعات أو أكثر، معروفة بزيادة الخطر، ومع ذلك تشير البيانات الحديثة إلى أن الرحلات الأقصر التي تدوم أربع ساعات يمكن أن تكون كافية لزيادة الخطر.
الوقاية
ولتقليل خطر تجلط الأوردة العميقة، خاصة في أثناء الرحلات الجوية، ينصح الدكتور بارخ الركاب بشرب السوائل، والوقوف والمشي بشكل دوري، وأداء تمارين كاحل في أثناء الجلوس، ويمكن أن تكون الجوارب الداعمة مفيدة أيضًا، ويوصي الدكتور بارخ باختيار مقعد في الممر لتسهيل الحركة خلال الرحلة.
ومن خلال تبني التدابير الوقائية والبقاء على دراية بالمخاطر، يمكن للركاب حماية أنفسهم بشكل أفضل من تجلط الأوردة العميقة ومضاعفاته الخطرة المحتملة.