إعلام عبري: اعتراض صاروخين أطلقا من اليمن
يُعد اكتئاب ما بعد الولادة مشكلة شائعة بين الأمهات خصوصاً صاحبات التجربة الأولى منهن؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن 10-15% من النساء يعانين من هذا النوع من الاكتئاب في الأسابيع الأولى بعد الولادة.
وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة بدأت تحظى باهتمام متزايد في الأوساط العلمية والاجتماعية، إلا أن التوعية بأعراضها وطرق علاجها لا تزال محدودة نسبياً. بحسب الخبراء.
ووفقاً لدراسة نشرتها جامعة "كينغز كوليدج" في لندن عام 2018، فإن اكتئاب ما بعد الولادة قد يظهر بشكل مفاجئ أو تدريجي، ويشمل أعراضاً مثل الحزن المستمر وفقدان الطاقة وصعوبة التفاعل مع الطفل.
وتضيف الدراسة أن العوامل المؤثرة قد تشمل التغيرات الهرمونية "الكبيرة" التي تحدث بعد الولادة، إضافة إلى الضغوط النفسية الناتجة عن التكيف مع مسؤوليات الأمومة الجديدة.
وللتعمق في فهم أسباب هذا الاكتئاب، أجرت جامعة "ييل" دراسة عام 2020 شملت مئات الأمهات الجدد، حيث وجدت أن النساء اللاتي يعانين من نقص الدعم النفسي أو الاجتماعي، يكنّ أكثر عرضة للاكتئاب مقارنةً بمن يحصلن على دعم أسري قوي.
وخلصت الدراسة إلى أن العاملين: الاجتماعي والنفسي يلعبان دوراً حاسماً في تخفيف أو تفاقم أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
وتؤكد الدكتورة سوزان وارنر، أخصائية الصحة النفسية ومشاركة في بحث أُجري بجامعة "هارفارد"، أن بعض النساء يشعرن بالخجل من التحدث عن هذا النوع من الاكتئاب خوفًا من الوصم الاجتماعي؛ ما يؤدي إلى تجاهل العلاج وتأخير التماس الدعم.
وتضيف: "تشجيع المرأة على طلب المساعدة في الوقت المناسب يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو تقليل الأعراض وتأمين دعم فعال يساعدها في التكيف مع تحديات الأمومة."
وإن العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي هما من بين أكثر الأساليب فعالية لمعالجة اكتئاب ما بعد الولادة، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "لانست" الطبية عام 2021؛ إذ أشارت إلى أن تلقي الدعم المهني في مرحلة مبكرة يساهم في تقليل الأعراض بشكل ملحوظ.
كما أن الأطباء قد يوصون بتقنيات الاسترخاء والتغذية الجيدة كمكملات علاجية.
ويتفق الخبراء على أنه ما تزال الحاجة قائمة لمزيد من التوعية حول اكتئاب ما بعد الولادة، سواء على مستوى المؤسسات الصحية أو المجتمعات المحلية. فالأم الجديدة تحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى دعم نفسي واجتماعي لتجاوز هذا التحدي الخفي؛ وهو ما سيعزز من رفاهها ورفاه طفلها ويعزز من جودة حياتهما معًا.
